اقام قسم الدراسات الامريكية بمركز الدراسات الدولية سيمنار بعنوان”اليورانيوم المنضب واستخدامه امريكياً في العراق” القاه كل من

1- (أ.م.د. حميد حمد السعدون) إذ تناولت ورقته المحاور الاتية:

أ- افتضاح الجريمة

ب- اليورانيوم المنضب

ج- الاستخدام العسكري

د- ازمة يقين ومصداقية

2- (م.د. عامر هاشم عواد) إذ تناوات ورقته المحاور الاتية

أ- ما هو اليورانيوم المنضب

ب- ما هي استخداماته

ج- ما هي اثاره البيئية والصحية

د- ما الادلة على استخدامه في العراق

هـ- هل استخدامه جريمة يجب ان تعاقب عليه الولايات المتحدة؟

بتاريخ 10-10-2011 على قاعة بابل بمركز الدراسات الدولية، وقد بلغ عدد الذين ساهموا في التعقيب على محاور الندوة (12) باحث وباحثة في حين بلغ عدد الحضور (29) باحث وباحثة مختصون بالشؤون السياسية

 

تقديم

اليوانيوم معدن ثقيل واسع الانتشار موجود في الطبيعة بعدة اشكال كيميائيه مختلفة في جميع اشكال التربة والحجارة والبحار والمحيطات, كما يوجد في مياه الشرب والاغذية كما يوجد في الاسمدة المستخدمة في الزراعة ويعُد معدل الاستهلاك اليومي من عنصر اليورانيوم حوالي1,9ميكرو غرام لكل يوم من الغذاء والماء والهواء المستنشق كما يحتوي جسم الانسان في المتوسط على حوالي90ميكرو غرام من اليورانيوم تتوزع كألاتي:

65%في الجهاز الهضمي، 15% في الكبد، 10% في الكليتين،10% في الانسجة والمفاصل الاخرى. واليورانيوم معدن شديد الصلابة وسام كيميائياً مثل المعادن الثقيلة كالرصاص او اي معدن ثقيل آخر, حيث تسبب هذه المعادن مشكلات صحية إذا وجدت بكميات كبيرة داخل جسم الانسان.

ويتكون اليورانيوم الطبيعي من مزيج من ثلاثة نظائر مشعه هي:

اليورنيوم  238

اليورانيوم 235

اليورانيوم 234

ويستخدم اليورلنيوم بشكل اساسي في توليد الطاقه النوويه في المفاعلات النوويه, ويمكن انتاج اليورانيوم المنضب في اطار اعادة معالجة وقود المفاعلات النوويه المستعمل, ويمكن العثور في هذه الحاله على نظير أخر هو اليورانيوم236الى جانب كميات ضئيله من العناصر الناتجه عن الانشطار مثل البلوتنيوم والامريسيوم والنبتنيوم وغيرها, ولاتزيد نسبة الاشعاع في هذه العناصر عن1% وهي نسبه لاتؤخذ في الاعتبار فيما يتعلق بالنواحي الصحيه والتسمم الكيميائي والاشعاعي, وما سبق يتضح لنا خطا التسميه(اليورانيوم المنضب او المستنفذ)الذي يعني للوهلة الاولى انه لا يحوي على نشاط اشعاعي وغير خطيركما يروج له العلماء الامريكان لطمس حقيقة الاثار الخطيره لهذه المواد المحرمه.

كما ويستعمل اليوانيوم المنضب في العديد من المجالات المدنيه في صناعة الاثقل والموازنة للطائرات, كما يستخدم في المستشقيات كواق ضد الاشعاع الصادر من الاشعه السينيه(X-ray ) وفي حاويات نقل المواد المشعة.

أما استخدام اليورانيوم المنضب على الصعيد الحربي او العسكري، فكما هو معلوم لدى الجميع ان التكنلوجيا النووية ومفاصلها التسليحية والعلاجية والتصنيعية والتصديرية مسيطر عليها من قبل الولايات المتحدة الامريكية بشكل كامل, والخارطة الجيونووية واضحة المعالم بهيمنة وقرصنة امريكية شديدة على هذه الانواع من الاسلحة واستخدامها بشكل همجي بحق دول وشعوب العالم بالشكل الذي جعلت منها حقل تجارب لاسلحتها فقد اتخذت الولايات المتحده من ارض العراق، فضلاً عن كوسوفو والبوسنه ودول اخرى، ميدان للتجارب النووية منذ عام1991 ولحد الان وبمختلف الاسلحة النووية التدميرية الى ان تشبعت ارض العراق والاراضي المحيطة بها من الدول العربيه بالغبار النووي واليورانيوم المنضب الناتج من استخدام الاسلحة النووية والذي يدخل اليورانيوم المنضب في تسليح غالبية الاسلحة الفتاكة الامريكية التي تستخدمها في العراق وخصوصاً منذ بدأ غزو العراق مروراً بمراحل القمع والتدجين بأستخدام الصدمة والترويع والذي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الابرياء المدنيين (ضريبة التحديث لاجيال الاسلحة المقبله).

          وقد استخدم اليورانيوم المنضب لاول مرة في حرب الخليج الثانيه عام1991وقد تراوحت الكميات المستخدمه بين300- 800 طن من اليورانيوم المنضب, بينما أشار تقرير منظمة الامم المتحدة لحماية البيئة (UNEP ) ان القوات الامريكية والبريطانية قد استخدمت كميات كبيرة من الذخيرة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب يصل الى حوالي اكثرمن2000 طن في غزو العراق عام2003، وقد تم استخدام اليورانيوم المنضب في غزو العراق في مناطق مأهولة بالسكان وبشكل واسع اكثر بكثير من استخدامه في حرب الخليج الثانيه دون الاخذ بنظر الاعتبار الاثار البيئية والصحية الناجمة من استخدام هذه الاسلحة ضد الشعب العراقي.

 

وتجدر الاشارة هنا الى ان استخدام كلمة منضب او مستنفذ امراً مغلوطا فهي تدل او تعني عدم وجود مخاطر او آثار جانبية من استخدامه، وهذا السبب الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تستخدم لفظ المستنفذ او المنضب بدلاً من الذخائر المشعه لتبرر استخدامها لليورانيوم وتعزز ادعائها بانه غير مضر, هذا الكم الكبير من فضلات اليورانيوم قد وجد طريقه عبر القذائف المشعه لينتشر في الطبيعه وهو، وفق تقارير علمية، يتسبب بهلاك ودمار الارض من انسان ونبات وحيوان لمئات الآلاف من السنيين ومن الاجيال القادمة, يؤكد هذا طبيعة ذخيرة اليورانيوم المنضب التي يعرف بانها تصنع من نفايات نوويه ناتجة عن عملية تخصيب اليورانيوم الخام للحصول على النظيرالمشعU235القابل للانشطار على نحو مستمر واللازم لانتاج القنابل الذريه ولإغراض الطاقة النووية وكوقود للغواصات النووية وغيرها, وهي تحوي على العديد من النظائر المشعه، U238)-U234-U235-U236 ) والبلوتونيوم و236U وهذان خطيران جداً من حيث درجة اشعاعاتهما.

و لم تأبه الولايات المتحدة من الاخطار والتاثيرات الصحية والامراض التي اصابت عدد كبير من الشعب العراقي وعدد كبير من الجنود الامريكان جراء استخدامهم اليورانيوم المنضب، بل ان التقارير أكدت على ان الغبار النووي قد وصل الى اواسط اوربا من جراء حروب امريكا على العراق والتي استخدمت فيها الاسلحة النووية المحدودة واليورانيوم المنضب. وحاولت وسائل الاعلام ومراكز الدراسات المرتبطه بالاداره الامريكيه و حلفائها من التقليل من خطر هذه الاشعاعات النووية من جراء استخدام المقذوفات والذخائر المصنعة باليورانيوم المنضب وحاولت التعريج والاشارة الى عدم وجود علاقه او رابط بين استخدام هذه الاسلحة وبين المشكلات البيئيه والصحية والامراض الناجمة من جراء استنشاق وامتصاص هذه المواد المشعة القاتلة، إذ يؤثِّر الإشْعاع الصَّادر من اليورانيوم على أنسِجة الجسْم المختلفة، مثل: الجلد، وانسِداد الأوعِية الدَّموية، وتلف الجِهاز العصبي، والأجهزة الرئيسة كالقلب والكِلَى، وحدوث نزيف في الجهاز الهضْمي، والتأثير السلبي على نخاع العظْم، وعدم تَجديد خلايا الدم بصورة طبيعية، الأمر الذي يؤثِّر على جهاز المناعة للأمْراض، وإمكانيَّة التجلُّط في حال حدوث الجروح، إضافةً إلى تعْطيل نُمو العِظام لدى الأطْفال.

كما تؤدِّي الإشْعاعات إلى فشَل الجِهاز التنفُّسي، وتلَف الرِّئَتيْن والغدَّة الدرقيَّة، وهذه التَّأْثيرات تَمتدُّ إلى الجيل الجديد والأجنَّة، من خلال التَّأثير على الجينات الوِراثيَّة، إضافةً إلى تقْليل معدَّل عمر الإنسان، والتسبُّب بالعقم لدى الرِّجال والنِّساء. وآثار اليورانيوم المستنفد عالقة تَمتدُّ لعدَّة أجْيال، إذ تشير تقارير طبية إلى أن الأضرار التي يشكلها النشاط الإشعاعي من اليورانيوم المنضب والتي استخدم في العراق يمتدُّ أثرُها إلى سنوات طويلة، وتؤكِّد أنَّ الخطر يتجاوز حدود المنطقة الجغرافيَّة التي قصف فيها، كونه يتحوَّل بعد الانفِجار إلى جزيئات في غاية الصِّغر، قابلة لأنْ تكون موجودة في كلِّ ما يتعلَّق بالحياة من ماء وهواء، وهناك إمكانيَّة لامتداد هذه الآثار إلى الدُّول المحيطة بالعراق مثل: سوريا والأردن ومصر.

ولا يخفى على أحد أن في حرب الخليج الاولى تم إلقاء كمِّيَّات كبيرة في المنطقة الواقعة بين العراق والكويت، وأيضاً على مساحات كبيرة وواسعة من الأراضي العراقيَّة، فأمريكا أطلقتْ (940) ألف قذيفة يورانيوم منضَّب صغيرة، و(14) ألف قذيفة دبَّابة، وأعدَّت عربتين محمَّلتَين بقذائف اليورانيوم أثناء الحرْب بِهدف نشْر جزيئاتها السَّامة في الجو، وأسقطت (88) ألف طنٍّ من مختلف أنواع وأحجام القنابل، وهو ما يساوي سبعةَ أضعاف ونصف القوَّة التفجيريَّة والحارقة للقنبلة النَّووية التي أُطْلِقت على هيروشيما. وهناك ما بين (270 – 680) ألف كيلو غرام من نفايات اليورانيوم المنضب تُرِكَت في ساحة العمليَّات بين العراق والكويت.

وإذا كنَّا نلقى الظِّلال على ما حدث في الحرب الأولى، فإنَّ الأمر أيضاً لم يسلم من إلقاء الكثير من الأسلحة المسماة بـ”المحرَّمة دولياً” على العراق، أثناء احتلاله في عام 2003 وبعده، وجعله حقلاً للتَّجارب، ولقد أجري مسحان من قِبَل وِكَالَتي “أي بي إس”، و”سكاي نيوز”، بشأن شكْوى عائلات الفلُّوجة من تصاعُد مشكلة الوِلادات المشوهة، ومطالبتهم بتحْقيق مستقلٍّ عن أسباب هذه الظَّاهرة، وعلاقتها باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدينة من قِبَل القوَّات الأمريكيَّة، فقد تزايدت الحالات المرَضية الجديدة والموت بين الأطفال، بعد استخدام أسلحة خاصة في الحملتَين العسكريتَين المكثفتين على المدينة عام 2004.

وبعد إنْكارها في البداية، اعترفت وزارة الدِّفاع الأمريكية (البنتاغون)، في نوفمبر العام 2005، بأنَّ الفوسفور الأبيض وأسلحة حارقة قد استخدمت في الهجوم على مدينة الفلوجة، هذا علاوة على الاستخدام المكثَّف لأسلِحة اليوانيوم المنضب. ولتفاصيل اكثر حول استخدام اليورانيوم المنضب ضد العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1991 وحتى الوقت الحاضر، فققد اقام قسم الدراسات الامريكية ندوة عن الموضوع بتاريخ 10-10-2011 على قاعة بابل بمركز الدراسات الدولية، قدمها كل من

1- (أ.م.د. حميد حمد السعدون) إذ تناولت ورقته المحاور الاتية:

أ- افتضاح الجريمة

ب- اليورانيوم المنضب

ج- الاستخدام العسكري

د- ازمة يقين ومصداقية

2- (م.د. عامر هاشم عواد) إذ تناوات ورقته المحاور الاتي

أ- ما هو اليورانيوم المنضب

ب- ما هي استخداماته

ج- ما هي اثاره البيئية والصحية

د- ما الادلة على استخدامه في العراق

هـ- هل استخدامه جريمة يجب ان تعاقب عليه الولايات المتحدة؟

 

 

 

Comments are disabled.