عقد مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية مؤتمره العلمي الموسوم “مستقبل الهوية الوطنية في العراق في ضوء التحديات الداخلية والخارجية”. شارك فيه العديد من الباحثين من جامعات العراق . ناقش المؤتمر في محوره  الاول  مفهوم الهوية الوطنية  وطرح في المحور الثاني مفهوم  التحديات الداخلية للهوية الوطنية أما التحديات الخارجية  فقد ناقشها  المحور الثالث بعدة عناوين فرعية تتعلق بالتحديات الاقليمية العربية والارهاب الدولي ، اما المحور الاخير فسلط الضوء على  مستقبل الهوية الوطنية العراقية. 

توزع المؤتمر على جلستين ضمت الاولى  والتي ترأسها أ.د. حميد السعدون أربعة بحوث وهي:
1.الطائفية في الخطاب السياسي وثأثيره على الهوية الوطنية العراقية / د. بشرى الزويني /مستشاررئيس الوزراء لشؤون المرأة  و د.أستبرق فاضل / كلية العلوم السياسية – جامعة النهرين
2.الاستراتيجيات التربوية والتعليمية وأثرها في تعزيز الهوية الوطنية / أ.د. عبد الزهرة شلش 
العتابي / كلية التربية الاساسية – الجامعة المستنصرية
3.المتغير التركي وأثره في الهوية الوطنية العراقية .. الاكراد أنموذجا / أ.م.د. ستار جبار علاي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
4.الدستور والهوية الوطنية العراقية / أ.م.د. كوثر عباس الربيعي / مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية



ناقشت د. بشري زويني في بحثها الموسوم “الطائفية في الخطاب السياسي وثأثيره على الهوية الوطنية العراقية”. أسباب الخطاب السياسي الطائفي في العراق بعد عام 2003 وعزتها لعدة أسباب وهي قيام العملية السياسية في العراق على أساس طائفي . وكتابة دستور عام 2005 على عجالة وتضمينه فقرات دستورية أثرت على الهوية الوطنية أبتدأ من المقدمة التي أكدت على أن الشعب العراقي عبارة عن مكونات وأطياف مروراً بالمادة 63 /ثانيا أ والتي تنص على ” يتمتع عضو مجلس النواب بالحصانة عما يدلي به من أراء في أثناءدورة الانعقاد ، ولا يتعرض للمقاضاة أمام المحاكم بشأن ذلك “. وبذلك يتم أستغلال هذه المادة في أسوأ صورها .
د.بشرى زويني دعت في بحثها الى  العمل بمجموعة من الحلول وهي تعديل الدستور  بما ينسجم مع المصلحة الوطنية وبعيدا عن المصالح الخاصة التي تجسد الطائفية في خطابات الكتل والاحزاب .وضرروة أجراء تغييرات جدية للمناهج التعليمية لتأسيس هوية وطنية وأستبعاد أي ثقافة تساعد على تأجيج الصراع وأثارة العنف والكراهية .


أما البحث الموسوم الاستراتيجيات التربوية والتعليمية وأثرها في تعزيز الهوية الوطنية للأستاذ الدكتور عبد الزهرة شلش . فقد طرح أهمية المناهج التربوية في غرس القيم الوطنية كونها الاساس في الحفاظ على خصائص الهوية الوطنية موضحا ضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في صياغة المنهج الدراسي  الشباب حول بٌعد الهوية  وأهمية تنشئة الشباب على الهوية الثقافية مستحضرين فيها كل الدلالات التربوية والتعليمية المطلوبة والحفاظ على القيم الموروثة بتقاليدها وعاداتها .


أما البحث الذي قدمه  أ.م.د. ستار جبار علاي  والموسوم “المتغير التركي وأثره في الهوية الوطنية العراقية .. الاكراد أنموذجا ” . فقد حدد في البحث أن مصالح تركيا الاساسية في العراق يمكن تحديدها في عدة جوانب، وهي الحيلولة دون تقسيم العراق على أساس عرقي أو طائفي قد يؤدي الى ظهور دولة كردية مستقلة أو كونفدرالية عاصمتها كركوك والتي تعزز التطلعات الى كيان مماثل لاكراد تركيا .والجانب الاخر يتمثل في حماية الاقلية  التركمانية الناطقة باللغة التركية والتي تقيم بصفة أساسية في شمال العراق وتصفية حزب العمال الكردستاني وقواعده .


اما البحث الذي قدمته أ.م.د. كوثر عباس الربيعي والموسوم “الدستور والهوية الوطنية العراقية”. فقد أوضحت فيه أن مواد الدستور  معطلة لعدة أسباب منها ما يتعلق بنظام التوافق على السلطة فعلى الرغم من اشتراط  تداول السلطة عبر الانتخابات المباشرة الا ان النظام التوافقي  الذي يعتمد غلبة اراء الكتل والاحزاب وعلويتها على الدستور ادى الى تعطيل جزئي للحقوق والضمانات ، وكذلك وجود قوانين تحد من الحريات الاساسية وهي مشرعنة دستوريا، فبينما يضع الدستور مبدأ مساواة المواطنين في الحقوق والواجبات ، نراه في مواد اخرى ينتقص من هذه المساواة عبر تجزئة القوانين المنظمة لها وخاصة قوانين الاحوال الشخصية أ.م.د. كوثر عباس الربيعي دعت  في بحثها الى ضرورة  أصلاح الدستور كونه كتب في ظل الاحتلال الامريكي وكان لابد من أعادة صياغتة مع خروج القوات الامريكية من العراق .

                                                   


أما الجلسة الثانية والتي ترأسها أ.د. خيري عبد الرزاق  فقد ضمت عدة بحوث وهي:   


1.أشكالية الهوية العراقية في ظل الولاءات العشائرية والطائفية / أ.م.د. عامر هاشم عواد / أ.م.د. أياد عبد الكريم مجيد / مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية 
2.التحديات الأقليمية العربية المهدة لوحدة العراق وهويته الوطنية السياسية القطرية أنموذجا  / أ.م.د. أحمد عبد الامير الانباري/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
3.الهوية الوطنية أحد مقومات بناء الدولة العراقية / م.د. نغم نذير شكر / مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية 
 4.الهوية الطائفية في العراق أشكاليات الماضي وتحديات الحاضر / م.م. علاء عبد الرزاق مطلك / مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية


ناقش البحث الذي قدمه أ.م.د. عامر هاشم عواد وأ.م.د. اياد عبد الكريم تداعيات الوصول الى هوية وطنية في ظل غياب الدولة وسيطرة الولاءات العشائرية فيها .موضحا ان الاصلاحات لابد ان تبدأ من الفرد من خلال عدم التصويت لأحزاب ذات الانتماء الطائفي وضرورة التصويت لأحزاب يكون ولائها للعراق .
أما البحث الموسوم “التحديات الأقليمية العربية المهدة لوحدة العراق وهويته الوطنية السياسية القطرية أنموذجا ” والذي قدمه  أ.م.د. أحمد عبد الامير الانباري أوضح فيه ان السياسية التي  تنتهجها قطر تجاه العراق بعد العام 2003 واحدة من موارد التحديات الكبيرة والخطيرة التي يتعرض لها العراق, لما تشكله من تهديد لوحدته وهويته الوطنية, كما ان سياستها تعد أحد موارد الفرقة داخل المجتمع العراقي. 
وقد طرح البحث تفاصيل ما تضمنه مؤتمر الدوحة الذي انعقد في شهر أيلول 2015  إذ شكل  هذا المؤتمر وبحسب الباحث تدخلاً غير مقبول بشؤون العراق, ومساساً بسيادته. وبسبب توجيه الدعوة من قبل القائمين على المؤتمر لشخصيات سياسية عراقية, وشخصيا بعثية, وأخرى متهمة بالإرهاب ومطلوبة للقضاء العراقي .


أما البحث الموسوم “الهوية الوطنية أحد مقومات بناء الدولة العراقية” والذي قدمته  م.د. نغم نذير شكر أذ أوضحت ان الثقافة العراقية في مراحلها القادمة تقف على مفترق طرق فهي أمام خيارات مصيرية ستحدد مستقبلها المنظور دون شك فأن تدويل القضايا الوطنية سيلقي بضلاله على الهوية الثقافية العراقية وتؤدي الى خلل في بنائها وأضطراب في أتجاهاتها بفعل ثقل الازمة وتداعياتها .


وفي البحث الاخير الذي قدمه م.م.علاء عبد الرزاق مطلك والموسوم “الهوية الطائفية في العراق أشكاليات الماضي وتحديات الحاضر”. طرح فيه قضية الصراع المذهبي كواحد من أهم الاشكاليات التي واجهت  بناء الدولة العراقية منذ مراحل تأسيسها الاولى وكانت حصيلة لحقب طويلة من الهيمنة والاستبداد الذي كرسته انظمة متعاقبة وادى الى حرمان الفئة الاكبر من المجتمع العراقي من حقوقها في المشاركة في السلطة ومن الاسهام بشكل فعلي وجدي في مؤسساتها ومفاصلها الحساسة. مؤكدا أن محاولة التخلص من الارث الاستبدادي والشمولي والذي اتخذ صبغة طائفية في الحقبة التي تلت تأسيس الدولة العراقية يستدعي جهدا مشتركا ومتواصلا من العراقيين وبمختلف مكوناتهم من اجل ايجاد هوية جامعة تنأى عن عقد الماضي وتبتعد عن الاشكاليات التي فرضها الحاضر والقائم على المحاصصة واقتسام السلطة على نحو تم فيه تهميش الهوية الواحدة التي تستند على معايير الولاء الوطني دون الولاءات الفرعية الاخرى.


Comments are disabled.