استضافة.

في اطار انفتاح مركز الدراسات الدولية وتفاعله مع المؤسسات العلمية والثقافية ومؤسسات الدولة الرسمية،استضاف المركز الاستاذ الدكتور محمود علي الداود-المشرف على قسم الدراسات القانونية- بيت الحكمة للحديث حول (الخليج العربي في العلاقات الدولية المعاصرة) يوم الاحد المصادف 8/4/2012.

تقديم

الدكتور مفيد الزيدي

بدأ الدكتور محمود علي الداود حديثه بخلفية تاريخية موثقة بدراساته الميدانية ومشاركاته الرسمية في العلاقات العراقية-الخليجية وتطورها في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم(1958-1963) حيث اشار الى أن عدم قدرة العراق على بناء علاقات وحدوية مع الكويت في حينه اضاعت الفرصة على ان يكون للعراق دوره في منطقة الخليج العربي.

الا ان جهود الخارجية العراقية استطاعت من فتح مكاتب لمقاطعة اسرائيل،ونجحت في اجراء  مصالحات عشائرية في المنطقة بين الامارات،وعرض العراق خطة لايفاد بعثة الى الخليج العربي لتقصي الحقائق،واستقبل الوفد لاول مرة بحرارة شعبية لدى وصوله الى الخليج العربي واستلم اقتراحات لتطوير دول المنطقة،وانشاء صندوق تنمية الخليج للامارات الفقيرة وبموافقة من العراق والسعودية والكويت ومصادقة من مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء على ذلك الصندوق.

وتم انشاء مكتب الجامعة العربية في امارة دبي للاشراف على التنمية، لكن بريطانيا رفضت السماح لطائرة وفد الجامعة بالهبوط في دبي وطلبت لندن ان تتعامل الجامعة عن طريق بريطانيا مع امارات الخليج العربي،واشار المحاضر الى ان الوفد والمكتب كان له دور كبير لدى الشعب الخليجي وفي تطوير العمل العربي المشترك.واكد المحاضر على جهود الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز(1964-1975) ورغبته في تطوير التعاون العراقي-السعودي وبدون شروط آنذاك.

اما في مرحلة الحرب العراقية-الايرانية فقد ضعف النفوذ العراقي في الخليج العربي وادت الحرب الى قيام مجلس التعاون الخليجي والذي رأى فيه المحاضر انه عزل العراق عن محيطه الخليجي وتعامل اعضاء المجلس ككتلة من دون العراق.وبعد إنتهاء الحرب عام 1988 اشار الى اقتراح المعنيين بالشان الخليجي  بضرورة إنفتاح العراق على دول الخليج العربي والعمل على إلغاء تأشيرات الدخول بين المواطنين،وإقامة دعوات ثقافية واعلامية ورياضية واقتصادية،وتغيير العراق لسمات سياسته الخليجية والانفتاح من الداخل،لكن حدث العكس وبشكل غير متوقع وهو غزو النظام السابق للكويت واثره الكبير على العراق، وعلى مستقبل علاقاته بالخليج العربي. وعزى المحاضر سبب التخبط والاخطاء في السياسة العراقية الى الصراع بين الخارجية كمؤسسة واجهزة اخرى بالدولة بحيث تقلص نفوذ ومكانة وزارة الخارجية في الثمانينات من القرن العشرين.

أما بعد عام 2003 فأبدى المحاضر اعجابه باداء وزارة الخارجية العراقية واكد ان عقد القمة العربية الاخيرة في بغداد 2012 هو حدث مهم في العراق ومحيطه العربي والخليجي، وأن أمام العراق إمكانات كبيرة للعودة الى الخليج العربي،وتساءل ماهو المطلوب من العراق أو من دول الخليج العربي؟ يرى الباحث ان العراق يريد التعاون والانفتاح والاستثمارات والعلاقات الطبيعية،اما دول الخليج فهي ترغب في عدم التدخل في شؤونها الداخلية ،لكن هناك مصالح غير عربية تؤثر في المنطقة وبروز دور قطر الاستثنائي والمؤقت في الوقت الراهن.

 وانتهى المحاضر الى ان الفترة القادمة تتطلب دبلوماسية مع دول المنطقة  تنشط بالدعوة الى انضمام العراق الى دول مجلس التعاون الخليجي،وان تكون المداخل اقتصادية مثل الاتحاد الاوربي.ثم توقف  المحاضرعند دور الولايات المتحدة مؤكدا انها تعد منطقة الخليج العربي محطة رئيسة للسيطرة على العالم وانها مهمة لها اكثر من اهمية اوربا نفسها.

وفي ختام محاضرته دعا الدكتور الداود الى إستثمار القمة العربية الاخيرة لتلطيف الاجواء في المنطقة، وان المصالح العراقية هي بالتفاهم مع المنطقة كلها والحفاظ على عروبتها، لاسيما وان خطر الهجرة الاجنبية من دول اسيان مشكلة كبيرة يجب معالجتها بحكمة ووقف خطر التوطين على المنطقة.

ودعا الدكتور الداود الخارجية العراقية الى ان تنتهج سياسة هادئة والتفاهم مع دول المنطقة ولعودة العراق اليها بقوة، وتحشيد الجهود العراقية لتحقيق ذلك والتفاؤل بالمستقبل.ثم اعقبت المحاضرة مداخلات وتعقيبات من بعض اساتذة المركز اغنت  واضافت للمحاضرة ايضا.

الاستاذ الدكتور محمود علي الداود في سطور:

         حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1957 عن رسالته (العلاقات البريطانية مع الخليج العربي للمدة 1890-1902) ونشرها في القاهرة بعد ترجمتها الى اللغة العربية

         وعمل استاذا للتاريخ الحديث في كلية الاداب بجامعة بغداد

         ثم انتقل للعمل الدبلوماسي مديرا للخليج العربي بوزارة الخارجية العراقية بعد عام 1960،ونشر كتابه المهم (محاضرات عن الخليج العربي والعلاقات الدولية 1890-1914 )في معهد الدراسات العربية العليا بجامعة الدول العربية عام 1961

         وعمل في الامم المتحدة والخارجية العراقية،واصبح استاذا متمرسا بجامعة بغداد،ومدير لمركزالدراسات العربية والدولية بالجامعة المستنصرية بعد عام 2004

         ثم مشرفا على قسم الدراسات القانونية ببيت الحكمة حاليا.

 

 

Comments are disabled.