صدر العدد الجديد من مجلة دراسات دولية العدد (68) ضم في ثناياه  مجموعة من البحوث فضلا عن الابواب الثابتة من عروض كتب وتراجم .


ناقش أ.د. ستار جبار الجابري في بحثه الموسوم ” هجرة الكفاءات العراقية الأسباب والمعالجات ”  سلط البحث الضوء على مراحل هجرة الكفاءات العراقية وأسبابها في العقود التي تلت تأسيس الدولة العراقية مقسما المراحل الى الى أربعة مراحل ، فالاولى كانت بين الاعوام 1940-1968 والثانية خلال الحقبة 1968 -1979  اما المرحلة الثالثة فقد ضمت الحقبة 1980 -2003 والمرحلة الاخيرة هي مابعد 2003 .البحث أوضح ان هناك عوامل رئيسة مشتركة كان لها الدور الكبير في هجرة الكفاءات العلمية العراقية محددها بالعامل السياسي والاقتصادي  والطائفي والامني.

أما أ.د. خيري عبد الرزاق جاسم فقد كتب في موضوع ” أدارة التنوع في الجزائر ” ناقش البحث النسيج الاجتماعي في الجزائر أذ تتألف التركيبة السكانية في الجزائر من العرب والبربر وان الاعتراف بالتنوع في الجزائر جاء وليد ظروف سياسية وأجتماعية وأقتصاية مرت بها الدولة وتباينت درجة الوعي به في التاريخ المعاصر . 
أعتمد النموذج الجزائري للأندماج الوطني في أطار دولة مابعد الاستقلال على سياسية الادماج القسري الممزوجة بالسياسية الاجتماعية وسياسة التعريب القسري للنظام التعليمي لتحقيق ماكان يطلق عليه الاستقلال الثقافي واللغوي ومواجهة فرنسة اللغة .
البحث طرح مقترحات لحل أشكالية التنوع في الجزائر منها أعتماد مبدأ المواطنة أساساً في التعامل بين المكونات المجتمعية في الجزائر بدون التمييز على أساس الدين او اللون أو الجنس أو العرق وضرورة الشروع بإستراتيجية لإادرة التنوع في الجزائر تجعل من الاندماج أدأة للوصول الى حل لمشكلة النسيج المجتمعي المضطرب .


أما أ.م.د. خميس حزام والي فقد كتب في موضوع ” فلسفة الحكم : بناء المجتمع السياسي لعراق مابعد العام 2003 ” . البحث أكد ان بناء الوصغ السياسي الشرعي وبناء الديمقراطية يتطلب أولا وقبل كل شيىء شروطاً منها القبول بشروط العملية الديمقراطية وهنا ستكون الديمقراطية من مسؤولية القوى السياسية والاجتماعية كما هي مسؤولية الحكام والقائمين على السلطة .والشرط الاخر ضرورة ان يتنازل من يمارس الحكم عن كل أوجه التسلط غير المبررة ديمقراطيا ويجب ان تدرك هذه القوى ان هذا الامر يتطلب وجود معايشة أو مشاركة قوى سياسية وأجتماعية أخرى فاعلة في المجتمع.


أما أ.م.د. خلود محمد خميس فقد كتبت في موضوع ” العلاقات العراقية – السوية في ضوء أستراتيجية التدخل الدولي ” . البحث أوضح ان عدم الاستقرار في سوريا سيؤدي الى أنعكاساته السلبية على العراق من خلال مطالبة المناطق الكردية فيها بالحكم الذاتي وتشكيل نوع من الوحدة مع المنطقة الكردية في شمال العراق مما يؤدي الى تفكيك الجغرافية السياسية في المنطقة بشكل جذري .
وان تنامي الازمة السورية سيؤدي الى احتواء العراق وعزله عن البيئة الاقليمية بسبب ظروف البيئة السياسية غيرمؤاتية للعقيدة الفكرية العراقية وبالتالي لابد ان يتمكن العراق من لعب دور الموازنة في سلوكياته عبر قنواته الرسمية من أجل أن يكون قادراً على مواجهة أي أحتمال بشأن سوريا .
أما موضوع ” الهوية الوطنية وتعزيز التعايش السلمي في العراق ” فقد كان عنونا للبحث المقدم من قبل أ.م.د. سداد مولود سبع  ناقش البحث  وسائل تعزيز التعايش السلمي في العراق منها حسم مسألة الهوية الوطنية العراقية مع الاعتراف بالتمايز الثقافي والحضاري للمجموعات السكانية وعلى أسس ديمقراطية جامعة لكل العراقيين من خلال بحثها بالنقاط المشتركة التي يمكن توظيفها بما يخدم هوية العراق . وضرورة التأكيد على أحترام حقوق المواطن والمساواة بين الجميع أمام القانون . ونشر ثقافة التسامح والسلام والمصالحة الوطنية وعلى كافة الصعد السياسية والفكرية والمجتمعية .


أما د. علي عبد الخضر محمد فقد كتب في موضوع ” أهداف ووسائل الدبلوماسية في فض النزاعات الدولية دراسة نظرية ” . تطرق البحث الى مفهوم الدبلوماسية وأنواعها كما ناقش البحث المفاهيم التي ترتبط بالدبلوماسية مثل التفاوض والمساعي الحميدة والوساطة والتوفيق ، البحث أكد ان الدبلوماسية لها الدور الرئيس في فض النزاعات بطرق ووسائل رسمت الدبلوماسية لها شقاً لتحقيق الهدف المرجي من وجودها . 


أما م.د. آمنة محمد علي فقد كتبت في موضوع ” أزمة القرم وتداعياتها على العلاقات الروسية -الاوكرانية “.  تطرق البحث الى محطات تاريخية في العلاقات الروسية – الاوكرانية أذ أكتسبت شبه جزيرة القرم أهمية أستثنائية عبر التاريخ أذ مثلت وجهة لكل المتنافسين حولها فأمتلاكها يعني السيطرة على مياه البحر الاسود والمناطق المطلة عليه كمضيق البوسفور والدردنيل وتعد منطقة أستراتيجية لروسيا التي تمتلك أكبر قاعدة بحرية فيها والوحيدة في المياة الدافئة التي تضمن الخروج الآمن لأسطول البحر الاسود الروسي الى المتوسط . وقد أظهرت أزمة القرم بشكل جلي حالة التنافس والصراع بين الشرق والغرب تبعا لمصالح كل طرف من الاطراف في سعيه 
للسيطرة وبسط النفوذ وأضعاف الطرف الآخر بكل الطرق . 


أما أ.م. ليلى لعجال فقد كتبت في موضوع( الدرو الاسرائيلي في النزعات المائية بحوض النيل ” النزاع الإثيوبي المصري أنموذجا “). تطرق البحث الى الاهمية الجيوبولتيكية لمنطقة حوض النيل بأعتبارها المصدر  الرئيسي لتحقيق الأمن المائي لدول المصب ودول المنبع بشكل متوازي بالمقابل تنبع أهمية حوض النيل في كونه مصدراً من مصادر النزاع  بين دول  حوض النيل لاسيما النزاع المائي المصري الأثيوبي الذي عرف تدخل أسرائيل في تغذية درجة التوتر في العلاقات بين الدولتين الى درجة تهديد كل منها للأخرى بالحرب . 
 
أما م.م. رشا حارث عبود فقد كتبت في موضوع ” أثر الابتكار في تحقيق الميزة التنافسية في منظمات المجتمع المدني “العراق أنموذجا “. هدف البحث الى قياس أثر الابتكار في تحقيق الميزة التنافسية وقد أوصى البحث بضرورة قيام أدارات المنظمات بأيجاد سبل للتعاون والتفاعل بين القيادات والافراد وبما ينسجم مع التطور التكلنوجي الحاصل في مختلف مجالات العمل والخدمية منها على وجه الخصوص . وضرورة توجيه منظمات المجتمع المدني نحو تعزيز القدرات الشخصية لدى الافراد لتعزيز قدراتهم المهنية في مختلف القطاعات.


وفي مجال عروض الاطاريح الجامعية  قدم د. رعد سامي عبد الرزاق التميمي عرض لرسالة الماجستير الموسومة ” التمويل السياسي : دراسة في تمويل الاحزاب والحملات الانتخابية ” للطالب سامر ناهض خصير والتي قدمت لمجلس كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد .


وتأتي هذه الدراسة في مرحلة مهمة من تاريخ العراق المعاصر وهي مرحلة تشريع قانون الاحزاب والتظميات السياسية رقم (36) لعام 2015 والذي أكد على أن قضية التمويل تطبق بعد الانتخابات التشريعية القادمة أي بعد عام 2018 . وقد تكونت الرسالة من أربعة فصول تطرق الاول الى مفهوم التمويل السياسي أما الفصل الثاني فقد تحدث عن أنواع التمويل السياسي في حين ناقش الفصل الثالث الفسـاد في التمويل السياسي أما الفصل الاخير فقد جاء تحت عنوان الكشف وآلياته في التمويل السياسي .. 


وفي مجال عروض الكتب قدم أ.م.د. عبد الحميد العيد الموساوي عرض لكتاب “أسرئيل ومشروع الشرق الأوسط الجديد”. والصادر عن دار أمجد للنشر والتوزيع في عمان . الكتاب الذي ضم أربعة فصول تناول جذور الاستيطان الصهيوني وأثر الجدار العازل على أقامة الدولة الفلسطينية والابعاد القانونية له . أوضح الكاتب ان السياسية العنصرية التي قامت عليها أسرائيل منذ نشأتها أستندت الى الاستيلاء على الارض وتهجير السكان الاصليين من ديارهم .
وفي مجال الترجمة قدمت المترجمة سميرة أبراهيم عبد الرحمن ترجمة لعرض كتاب ” العالم في فوضى : السياسية الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم ” تأليف ريشارد هاس وعرض جي جون أيكينبري 

يرسم ريشارد هاس في هذا الكتاب صورة قاتمة عن نظام عالمي يسير الان في دروب الضعف والوهن إذ بات نظام التحالفات الذي تقوده الولايات المتحدة غير مستقر مادامت القوة قد أنتقلت بعيداً عن الغرب وأنتشرت المخاطر التقليدية ، ويكشف هاس النقاب عن أزمة أعمق وهي أنهيار نظام وستفاليا الذي دام أربعة قرون من الزمن والذي أرسى قواعده على مفهوم سيادة الدولة .


وفي مجال الترجمة أيضا قدمت المترجمة سميرة أبراهيم عبد الرحمن ترجمة للمقال الموسوم ” النظام العالمي  والالتزامات السيادية ” لريشارد ان هاس . المقال المنشور في مجلة الفورين افيرز أوضح ان النظام الدولي القائم على أحترام السيادة مع المحافظة على توازن القوى الضروري لتأمنيه لم يعد كافيا . أذا أن النظام التقليدي العالمي والذي كان يدعى النظام العالمي 1,0 المبني على الحماية وأمتيازات الدول بات غير كافٍ بدرجة متزايدة في عالم العولمة فالقليل منه يبقى محليا أذ بات بمستطاع أي شخص أخر بدءاً من السياح والارهابيين واللاجئين الى الرسائل الالكترونية ( الايميلات ) والامراض والدولارات الوصل في الغالب لأي مكان في العالم والنتيجة ان مايجري داخل أحد البلدان ماعد شغلاً شاغلاً لذلك البلد فحسب . أذ تسدعي ظروف اليوم نظاماً عاملاً يواكب معطيات البلد يدعى النظام العالمي 2,0 والذي لايشمل حق الدول في السيادة فحسب بل والتزامات الدول إزاء بعضها . 

Comments are disabled.