بالتزامن مع الاحتفاء ببغداد عاصمـة للثقافـة العربيـة 2013 نظمت كليـة العلوم السياسية – جامعـة بغداد وبالتعـاون مع وزارة الثقافـة ندوة علميـة تمحورت حول “سبل تعزيز التعايش والثقافـة الوطنيـة في العراق”. قدمت فيهـا مجموعـة من البحوث . وقد شارك الاستاذ الدكتور عبد السلام أبراهيـم بغدادي عن مركز الدراسات الدوليـة في بحثه الموسوم “السلـم الوطنـي (المدنـي ) دراسـة في المفاهيـم والمقدمـات ” رصد فيهـا المفاهيـم المرتبطـة بالمصالحـة الوطنيـة من وئام مدنـي أو سلـم اهلي .
فالمصالحـة تعني وجود ضوابط وآليات تمنع تطبيق الطوائف، آليات تمد الجسـور بيـن افراد المجتمع الواحد وتمنع قيام الجدران بينهـم .الباحث أستعرض أيضا التسامح من المفهـوم الغربي فهو يرى ان بلورة مفهوم التسامح كان أجابـة بديلـة للاختلافـات السياسيـة فالاختلافـات تقضي التسامح فحينمـا تسود الكراهيـة لأسباب وعوامـل دينيـة أو سياسيـة أو أجتماعيـة أو أقتصاديـة، يكون التسامح هو الحل الذي تبرزه التجربـة الغربيـة للتعامل مع دوافع الكراهيـة وعليـة تكون قيمـة التسامح هي لمعالجـة مشاكل الاختلافات الانسانيـة، التي قد تقود الى شيوع ظاهـرة الكراهيـة والعنف، وبالتالي فأن التسامح فضيلـة أخلاقيـة وضرورة سياسيـة ومجتمعيـة وسبيل لضبط الاختلافات وأدارتهـا.
ويختم الاستاذ الدكتور البحث بمقولـة لكارل بوير ” أنـه لمن الجودة بمكان أن يقول المرء قد أكون أنا على خطأ، وقد تكون أنت على صواب “. فأذا قال الطرفان معـا هذا القول سيكون هذا على الارجح كافيـا للوصول الى تسامح متبادل والى مجتمع صالح.