وحدة اعلام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية .

نظمت وحدة الترجمة بالتعاون مع قسم السياسات العامة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد ورشة العمل الموسومة ((التخطيط اللغوي والهويَّة الوطنية)) إذ تناولت رئيس مترجمين أقدم سميرة إبراهيم عبد الرحمن/مسؤولة الوحدة تعريف التخطيط اللغوي مؤكدة على انتمائه الى علوم اللغويات الإجتماعية والذي يتناول دراسة علاقة اللُّغة بالمجتمع ومدى تأثر كل منهما بالآخر. عليه، فهو يعالج المشكلات اللغوية العربية مثل : توليد المفردات، وتجديدها، واستعمال المصطلحات، وتوحيدها، كما أنه يرصد المشكلات الإجتماعية التي ترتبط باستعمالات اللُّغة العربية في الواقع.

وسلطت الضوء  على ان الاهتمام بالتخطيط اللغوي قد بدأ في مطلع خمسينيات القرن المنصرم ، إذ تم التركيز على دور اللُّغة في بناء كيان الدول المستقلة حديثاً،  ومعالجة المشكلات اللغوية التي نجمت عن طمس الهويَّة. يقول ابن خلدون: “إن قوة اللُّغة في أمة ما، تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دورها بين بقية الأمم؛ لأن غلبة اللُّغة بغلبة أهلها ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم.” فإذا كانت اللُّغة أقدمُ تجليات الهويَّة، مُوحِّدة وجامعة في كل المجتمعات، فإن اللُّغة العربية علاوة على وصفها وسيلة للتواصل وأداة للتفاهم، ذات أدوار متقدمة وجذور تاريخية، لها الدور كله في المحافظة على المقومات الدينية والوطنية والتاريخية والحضارية. وان دور اللُّغة العربية جوهريٌ في تحصين الهويَّة الوطنية وفي ترسيخ قيم الإنتماء الوطني والتماسك الإجتماعي، وأنه بدلاً من الانغلاق على الذات يتحتم الانفتاح على مختلف اللغات والثقافات والحضارات، وأن لا سبيل إطلاقاً في استبدال لغة الهويَّة والدين والعلم والحضارة  بأي لغة أخرى.

وأكدت المحاضرة على ان التخطيط اللغوي العربي يفتقر إلى نظرية مجربة، أو محاولات رصينة ، وفاعلة تستمد منها الأُسس النظرية التنظيمية، والتفسيرية للموضوع. وخلُصت الى انه ثمة حاجة  ماسة إلى حكامة لغوية جيدة ومخطط لغوي وطني يتعامل مع هذا الوضع من منظور مستقبلي بما يستلزمه من عدة معرفية متجددة مواكبة للعصر ومستجداته ..

Comments are disabled.