“الثقافة السياسية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي “عنوان ورشة العمل التي نظمها قسم دراسة الازمات في مركزنا
وحدة اعلام المركز
نظم قسم دراسة الازمات في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد ورشة عمل علمية تحت عنوان “ الثقافة السياسية فيظل وسائل التواصل الاجتماعي “ بحضور الدكتورة سداد مولود سبع رئيس القسم والباحثين فيه .
حيث ناقش أ.د إياد خلف حسين الباحث والاكاديمي في مركزنا تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات يتم من خلالها التعبير عن الثقافة السياسية للمجتمعات،واستبدلت وسائل الإعلام التقليدية في نشر الثقافة السياسية التي تريد ترويجها الأنظمة السياسية ونمط مجتمعاتها على مواقف سياسية تحدد العلاقة بين السلطة والمجتمع. وفي ظل الواقع الافتراضي الذي بات متحكماً في نشر الأفكار والطروحات والمواقف والترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد الحكومات تحتكر أساليب الترويج لنمط محدد من الثقافة السياسية، ولم تعد قادرة على السيطرة على ما ينشر في هذه المنصات من مواقف سياسية.
لذلك، دراسة الثقافة السياسية للمجتمعات المعاصرة، وقياسات الرأي العام أصبحت تستند إلى تحليل ما يتم نشره المدونون والمؤثرون فيوسائل التواصل الاجتماعي، وليس الحكومات أو القوى السلطوية. على الرغم من أن الحكومات والشخصيات السياسية باتت تستخدم هذهالمنصات، أيضاً، لترويج خطاباتها ومواقفهم السياسية بصورة مباشرة عن طريق حساباتها الرسمية، وغير مباشرة من خلال ما يطلق علىتسميته “الجيوش الالكترونية”.
في ادبيات الدراسات السياسية، توصل الباحثان غابرييل ألموند وسيدني فيربا إلى تقسيم ثلاثي للمجتمعات بحسب ثقافتها السياسية: أ)الثقافة الانعزالية: مجتمعات تجهل تماما دور الدولة في حياتها، وربما لا تعي أصلا الفارق بين وجود الحكومة وعدمه.
ب) الثقافة المنفعلة: مجتمعات تدرك وجود الدولة والقوى السياسية الأخرى وتتلقى تأثيراتها، لكن رد فعلها فاتر، أو ربما معدوم. فهي لا ترىنفسها قادرة على الفعل والتأثير، أو أنها لا تعتبر الدولة قابلة للتأثر بنشاط الجماعة.
ج) ثقافة المشاركة: مجتمعات تتفاعل مع الدولة والقوى السياسية الموازية: تستقبل تأثيراتها وتسعى أيضا للتأثير فيها، لأنها تنظر إلىنفسها كجزء من العملية السياسية القائمة، كفاعل قادر على المشاركة والتأثير.
ويبدو أن في ظل وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة، أصبح الثقافة السياسية أقرب إلى مزيج من نمط ثقافة منفعلة، و ثقافة المشاركة. خصوصاً في مجتمعاتنا التي تعاني من متلازمة أسمها “تضخم النقاشات السياسية في المجال العام .
وينظم قسم دراسة الازمات بين مدة واخرى عدد من الندوات وورش العمل العلمية ضمن الخطة العلمية المعدة للقسم .