“ التنافس الاقليمي في منطقة البحر المتوسط :تركيا أنموذجاً” عنوان المحاضرة العلمية التي عقدها قسم الدراسات السياسية في مركزنا
وحدة اعلام المركز
عقد قسم الدراسات السياسية محاضرة علمية تحت عنوان “ التنافس الاقليمي في منطقة البحر المتوسط :تركيا أنموذجاً” والتي القتها م.م زينب ضياء محمد أمين، وبحضور رئيس القسم الدكتور مفيد كاصد الزيدي والكوادر البحثية .
حيث تضمنت المحاضرة التي قدمتها م .م زينب ضياء الباحثة في مركزنا ، مناقشة منطقة البحر المتوسط التي تعد من المناطق ذات التأثير الجيوسياسي في السياسة الدولية، حيث أثرت بالعديد من السياسات والاستراتجيات الإقليمية والدولية وأهما الإستراتيجية التركية، إذ جعلت من تركيا مركزاً مهما لتنافس الإقليمي والدولي في المنطقة نتيجة الامكانيات والمقومات الإستراتيجية التي تتمتع بها (العسكرية، الاقتصادية، السياسية، التكنولوجية) والتي تمكنت من توضيفها تجاه منطقه البحر المتوسط لتحقيق أهدافها ومصالحها المنشودة، فضلا عن كونها إحدى المناطق التي شهدت العديد من الصراعات الإقليمية نتيجة لوجود مصادر الطاقة الأمر الذي أثر في توجهات الدول الإقليمية والدولية المنافسة (مصر، اليونان، إسرائيل، روسيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية) لذلك فإن الاستراتجية التركية تجاه منطقة البحر المتوسط اعتمدت وبدرجة الأساس على دور العامل الجغرافي الجيوسياسي الذي تتمتع به تركيا بكونها إحدى الدول القارية البحرية مما مكنها من أداء دور مهم وفعال في الساحة الإقليمية، فضلاً عن تعزيز مكانتها الدولية ومما لاشك فيه فإن منطقة البحر المتوسط تعدّ إحدى المناطق التي تشهد نزاعات متعدّدة نتيجة الثروات التي تحتويها هذه المنطقة وأهما (الغاز الطبيعي، النفط) وعليه أثرت في سياسية الطاقة في العالم، فضلاً عن تأثيرها بمكانة ودور تركيا تجاه القضايا الإقليمية التي شهدتها المنطقه (الإرهاب، الهجرة غير الشرعية،التنقيب)
ويعدّ البحر المتوسط من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم خصوصاً بالنسبة لدول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والمتمثلة بدول حلف الناتو بوصفها أهم المناطق الرئيسة في نقل الطاقة إلى أوروبا، فضلاً عن كونه يمثل أقصر الطرق البحرية التي تربط الشرق بالغرب قديماً وحديثاً، إذ تميز بالعديد من الخصائص الجغرافية الذي جعلته مسرحاً مهماً للتنافس الإقليمي والدولي لغرض تحقيق المصالح العسكرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، فضلاً عن كونه مصدراً مهما للتبادل التجاري والثقافي، لذلك فيمكن عدّ البحر المتوسط أُنموذجاً واضحاً للعلاقة بين الأحداث التاريخية ولاسيما السياسية منه وجميع هذه الخصائص المذكورة، ميزت سياسات دول البحر المتوسط وعلاقتها عبر مختلف العصور وصولاً إلى وقتنا الحالي .
ولقد حظيت تركيا بدور ومكانة مهمة في منطقة البحر المتوسط خصوصاً في الآونة الأخيرة بعد اكتشاف الغاز والنفط في هذه المنطقة مما دفع تركيا بانتهاج سياسات أقليمية عدة لتتميز كفاعل رئيس في هذه المنطقة فضلاً عن الخصائص التي تتميز بها تركيا والمتمثلة بموقعها الجغرافي وأهميتها الجيوسياسية والمتمثلة بامتلاكها منافذ عدة مطلة على البحر المتوسط كذلك بامتلاكها العديد من الموارد الاقتصادية والعسكرية والثقافية والتاريخية التي أهلتها إلى رسم توجهاتها الإستراتيجية لغرض تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية من خلال اتفاقيات تعاونية عدة مع دول متوسطية أخرى مما ساعدت تركيا لاداء دور إقليمي مهم في المنطقة.
فيما شهدت المحاضرة مناقشات وحوارات عميقة من التدريسيين مع الباحثة من أجل تطوير ورقتها ودعوتها لكتاب عدة بحوث من داخل هذا العنوان العام للحلقة والذي يعد من العناوين البارزة والمهمة .