“دوافع وأهداف التدخل الأمريكي – الروسي في الأزمة السورية” عنوان البحث العلمي الذي شارك فيه باحث من مركزنا في الندوة العلمية الفصلية
وحدة اعلام المركز
شارك إ م .د. خلف لطيف علي الباحث والاكاديمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ـ جامعة بغداد في الندوة العلمية الفصلية التي اقامها مركزنا في بحثه الموسوم ” دوافع وأهداف التدخل الأمريكي – الروسي في الأزمة السورية “.
وقال الدكتور خلف لطيف، ان الأزمة السورية عام 2011، جاءت في محاولة من أَمريكا لضرب آخر قاعدة ومركز استراتيجي مهم لروسيا في المنطقة ، فقد تخلت روسيا ولأسباب عديدة بعضها داخلي وآخر خارجي عن نفوذها في اليمن الجنوبي، والعراق، ولم يبقى لها سوى سوريا، بالنظر إلى الروابط العسكرية بين روسيا وسوريا، وهي الروابط التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث تعمل منذ فترة طويلة في ميناء طرطوس، وقدمت للدولة السورية ما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كميات كبيرة من المعدات العسكرية، وخسارتها تعني نفوذ روسيا في المنطقة قد حكم عليه بالموت ، لهذا فان إنزال قوات روسية في سوريا مقابل الإنزال الأَمريكي في غرب العراق ، هو محاولة روسية لقطع الطريق على أمريكا .
وختم الباحث بحثه بعدد من الاستنتاجات التي توصل اليها من خلال بحثه وما تم عرضة في هذا الموضوع ” دوافع وأهداف التدخل الأمريكي – الروسي في الأزمة السورية ” يمكن أستنتاج ما يأتي :
1ـ في ظل ما تشهدهُ سوريا من نزاع مسلح بين النظام السوري ومعارضيه من مختلف الإيديولوجيات فقد برزت تناقضات وخلافات في المواقف الأمريكية- الروسية تجاه الأزمة السورية ، وذلك نتيجة لتصادم المصالح والأهداف الاستراتيجية بين الطرفين في سوريا ، وقد برز التنافس بينهما بشكل واضح من خلال موقف كل منهما الداعم لأحد أطراف النزاع السوري .
2ـ إن التنافس الروسي- الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في سوريا منذ عام 2011 هو جزء من استراتيجية كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع نفوذهم في المنطقة وإدامة تعزيزه ، وبما يكمن أن يكوم لكل منهما دور فعال ومؤثر في قضايا المنطقة وخصوصاً في سوريا . وهو ما يمكن صاحب النفوذ والدور الفعال على الأرض من تحديد مسارات التسوية ونهايتها بما يخدم مصالحه .
3ـ يمثل الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط على وجه العموم وفي سوريا على وجه الخصوص جزء من الاستراتيجية الروسية لاستعادة مكانة روسيا في النظام الدولي ، ودورها الفعال والمؤثر في القضايا الدولية وهو ما تدركه بشكل جيد الولايات المتحدة الأمريكية .
4ـ إنَ التدخل العسكري الروسي في سوريا يشير إلى عزم روسيا في الاحتفاظ بالحليف السوري وعدم التخلي عنهُ مهما كان الثمن ، وذلك لأن سوريا تعطي موطئ قدم مهم لروسيا في منطقة الشرق الأوسط ، وبالتالي المحافظة على مصالح عالية القيمة لروسيا .
5ـ تعد الولايات المتحدة الأمريكية أن سوريا هي قلب الشرق الأوسط ولابد من السيطرة على هذا القلب من أجل إقامة نظام عالمي يبقيها في الريادة ولا يسمح بصعود أي قوة منافسة لها ، كما أنها تدرك بأن من يسيطر على سوريا يمكنهُ إحكام قبضتهُ على العراق وتركيا ومصر ، والتي تشكل سوريا نقطة التقاء بينهم ، ومن يسيطر على هذه النطاقات الجيوسياسية الثلاثة يمكنه إحكام السيطرة على الشرق الأوسط ، ومن ينجح في ذلك يمكنه السيطرة على العالم
6- تنظر روسيا إلى الأزمة السورية وهذا الموقف الأمريكي كتهديدات لمصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط ، فهي تدرك بأن إسقاط النظام السياسي السوري الحليف لها وإقامة نظام سياسي آخر مكانه سيمهد الطريق إلى إعادة رسم الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، ويؤدي إلى إخراج روسيا من منطقة الشرق الأوسط .