“تأثير تهريب الاثار العراقية على الموروث الثقافي العراقي” عنوان المتمر الافتراضي الذي شارك فيه باحث من مركزنا في الجزائر
وحدة اعلام المركز
شارك الدكتور علاء عبد الرزاق الباحث والاكاديمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في المؤتمر الدولي الافتراضي الذي نظمته هيئة خبراء التراث في العالم العربي متمثلة بمؤسسة تراثنا للدراسات والترميم في الجزائر والموسوم “ تأثير تهريب الاثار العراقية على الموروث الثقافي العراقي” .
وتناولت الورقة البحثية التأثير الخاص بتهريب الاثار العراقية على الموروث الثقافي العراقي وتتبع المراحل التاريخية التي شهدتها عملية التخريب المتعمد لهذه الاثار ومن ثم تهريبها و وتواجدها في المتاحف العالمية.
تشكل بلاد ما بين النهرين بامتدادها التاريخي وعمق الحضارات التي نشأت فيها بمثابة مكتبة ضخمة من المعلومات التي تساهم في كشف اسرار الاديان العالمية الرئيسة كما تقدم معلومات مستفيضة لدارسي علم الاديان المقارن، وكذلك تتبع تاريخ الجنس البشري وتطور الحياة البدائية الاولى ومعرفة التأثير الذي مارسته حضارة بلاد ما بين النهرين على الحضارات العالمية والثقافات التي تقاربت أو احتكت بالحضارة النهرينية، وعلى هذا الاساس يشكل الموروث الثقافي العراقي سواء ما كان سابقا على عصور التاريخ والتدوين او ما تلاه واثناء المرحلة التي سبقت الفتح الاسلامي بمثابة نقطة التقاء للأديان العالمية الرئيسة ولمعتنقيها الامر الذي يجعل العراق بمثابة مركز جذب ديني وثقافي وسياحي
ومثل هذه الاهمية دفعت بالدول الاوربية ومنذ امدٍ بعيد وعن طريق الرحالة والمستكشفين للتنقيب ومن ثم سرقة الجزء الاكبر من الاثار العراقية التي تشكل احدى المرتكزات الاساسية للموروث الثقافي العراقي ويمكن القول ان القرن التاسع عشر شهد استهلالاً لأكبر حملات سرقة وتفكيك الاثار العراقية لذلك كانت الحملات التي ضمت .مستكشفين ورحالة ورجال دين وضباط مخابرات يعملون تحت ستار علماء اثار تنشط في أكثر من بقعة في العراق، واستمرت اعمال السرقة والتهريب منذ تلك الحقبة وحتى عقد التسعينات من القرن المنصرم وصولا لمرحلة الاجتياح الأمريكي للعراق في العام 2003 ومن ثم احتلال تنظيم داعش الإرهابي لبعض المدن العراقية في العام 2014 والتي أدت لتخريب متعمد للأثار العراقية وسرقتها وبيعها.
وتتلاحق اليوم الجهود المضنية للعمل على إعادة الاثار العراقية المسروقة لأحضان الوطن الام عن طريق الدعوات العلمية والسياسية والقانونية والتي تطالب بحق العراق في آثاره المسلوبة منه فضلاً عن محاربة المحاولات المستمرة لسرقة ما تحويه المواقع الاثرية العراقية والمطالبة بحمايتها من عبث العابثين وتجار الاثار المسروقة، وفي الوقت الذي تتباين فيه الآراء حول مصير وحال الاثار المسروقة سواء تلك المعرفة برقم متحفي او الاخرى المشخصة المنقولة لخارج العراق من حيث حالها وطرق العناية بها سواء كانت في المواقع الاثرية أو في المتاحف العراقية فان هذه الاثار تبقى عراقية ويُشار لها بأصالتها الحضارية لوطنها الام. إن جل ما يؤمن به الباحث هو عودة هذه الاثار المسروقة للعراق مع توفير الظروف الملائمة والمتاحف ذات المواصفات العالية في محافظات العراق، فضلاً عن الثقافة والتوعية الاثارية الواجب بثها في المجتمع لتهيئة ملاذ آمن للحفاظ عليها كجزء أساسي من مكونات الذات العراقية.
وحصل الباحثة علة شهادة تقديرية تثمينا لجهوده الكبيرة التي بذلها في انجاز بحثه العلمي المميز .