نشاطات القسم (قسم الدراسات الأوربية ) للفصل الدراسي الثاني للعام 2011-2012

أولا : عقد القسم سمناره الرابع الموسوم الموقف الروسي من الأزمة السورية وألقتها الباحثة    أ.م.د هيفاء احمد محمد يوم الاثنين 6/2/2012

وناقشت الباحثة موضوعة الموقف الروسي من الأزمة السورية ووقوفها موقفا مساندا للنظام الحاكم في سوريا ضد كل الضغوطات الغربية والعربية التي حاولت إدانة سياسات هذا النظام وتوجيه عقوبات ، محللتاً أسباب هذا الموقف واهم نتائجه على الصراع واصلا إلى استنتاج ان روسيا تحاول الحفاظ على مصالحها في سوريا بالحفاظ على النظام وان اي تغيير في سوريا يجب ان يحافظ على هذه المصالح .

ثانيا: عقد القسم سمناره الخامس الموسوم الدور الفرنسي في ليبيا- مصالح إستراتيجية)

وألقاها الباحث   أ.م.د مفيد كاصد الزيدي يوم الاثنين 13/2/2012

       وبدأ الباحث ورقته بالقول (تسود في  السياسة  الفرنسية خطين ، الخط الاول اليساري ( الديغولي-الميتراني) نسبة الى الرئيسين الفرنسيين السابقين  شارل ديغول وفرانسوا ميتران،والثاني المذهب الأطلسي (الناتوي) الغربي. ويعد الخط الديغولي-الميتراني الأقدم والأكثر تأثيرا في السياسة الفرنسية منذ عدة عقود حيث يرى أصحابه إن فرنسا لها دور متميز وفعال تلعبه في عالم الجنوب وهو جزء من مصالحها الوطنية وان هذا الدور لا يتم إلا إذا فرنسا اتبعت سياسة مستقلة في هذه المناطق تجسيدا للمصالح العليا الفرنسية  وتعزيز سياسة التعددية القطبية سواء في اوربا او العالم.

اما الخط الثاني وهو المذهب الاطلسي الغربي الذي يعتقد اصحابه ان فرنسا عليها ان تعرف انتمائها إلى الأسرة السياسية الدولية ،وان واجبها يتمثل في ضرورة ان تكون متضامنة مع هذه الاسرة، وان هناك تهديدات تجاه فرنسا بشكل اكبر يمس مصالحها الستراتيجية ولذلك لابد من السير في الاتجاه الذي تمضي فيه الزعامة الغربية(الامريكية-الاوربية).

ويمثل الرئيس الفرنسي ساركوزي(2007-2012) احدى الزعامات في النزعة الغربية البراغماتية في فرنسا الان.ولذلك يطرح الباحث تساؤل ماهي اهداف ودوافع ساركوزي للتدخل في ليبيا دبلوماسيا وعسكريا؟

يبدو ان السياسة الفرنسية تريد تعويض مافاتها في مناطق نفوذها التقليدية اي شمال افريقيا،وماحصل من تاخير وتباطوء في تدخلها في ثورتي تونس ومصر ادى الى اتخاذ مواقف متشددة تجاه الثورة الليبية.ثم تبعها رغبة فرنسا في ان تسير قدما في سياستها في دعم المجلس الانتقالي الليبي ثم الاعتراف به كاول دولة في العالم وقيادة الحملة العسكرية ضد ليبيا.والعامل الاخر تاثر ساركوزي بافكار برنارد هنري ليفي (عراب الثورة الليبية) في دعم اقامة حكومة ثانية في ليبيا مقرها بنغازي اضافة الى العاصمة طرابلس لتكون بديلة عنها والهدف

 رفع مكانة فرنسا اوربيا ودوليا وتقوية نفوذها في شمال افريقيا. فضلا عن ان التدخل يدعم شعبية ومكانة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مايو/ايار2012،والعامل الاخر المهم مكانة ليبيا الجيو سياسية في سوق النفط العالمية حيث تسعى فرنسا ان تكون ليبيا بوابة لها نحو افريقيا،وايضا تفعيل مشروع (الاتحاد من اجل المتوسط) الذي فشل منذ عام 2007 في ان يرى النور وهو يمثل سياسة ستراتيجية لدى ساركوزي تهدف الى تحقيق التعاون بين الاتحاد الاوربي والدولة المطلة على البحر المتوسط من شمال افريقيا والتي طالما رفضها العقيد معمر القذافي لانه راى في هذا المشروع الفرنسي اجهاضا للاتحاد الافريقي الذي سعى حثيثا من اجله.وكل هذه العوامل ساعدت في التدخل الفرنسي في ليبيا عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا والتطلع  نحو المصالح الاقتصادية والستراتيجية في المستقبل في هذا البلد).

 

 

 

 

 

اما الخلاصة باللغة الانكليزية فقدمها كالتالي:-

 

The Role of France in Libya: Strategic Interests

Dr.Mufeed al-Zaidy

Assistant Professor of Center for International Studies

 University of Baghdad.

One of the main purposes of this paper is to introduce the role of France in Libya in the revolt for the Regime of Qathafi in the year of 2011, and the end of 42 years of the Regime in Libya.

 We Study the birth of Sarcuzi, s Police in Libya, Political, Economic, and military. During the war NATO and Libya, France returns the power in Europe and North Africa. The revolt in Libya tells us the necessity of study why France interest in Libya at this period and in this paper we will discuss why interests Sarcuzi in North Africa religion. In conclusion, all this Questions we discuss him in the paper.        

 

 

ثالثا : عقد قسم الدراسات الأوربية بالتعاون مع قسم الدراسات الأسيوية سيمنار للأستاذ المساعد الدكتور مفيد الزيدي يوم الاثنين المصادف 20-2-2012

  بعنوان قراءة في: كتاب التيارات السياسية والفكرية في الخليج العربي 1971-2003- لمؤلفه الدكتور مفيد الزيدي-

    وكانت الخلاصة ( ضمن مشروعنا التاريخي والفكري عن التيارات السياسية والفكرية في الخليج العربي بعد ان صدر له عام 1998 ضمن سلسلة دراسات استراتيجية بدايات النهضة الثقافية في منطقة الخليج العربي في النصف الاول من القرن العشرين في اوظبي،ثم تبعه كتابه التيارات الفكرية في الخليج العربي1938-1971 والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت عام 2000 ثم طبعته الثانية عام 2004 والذي اعتبر عملا جديدا في ثنايا الفكر العربي المعاصر حيث لم يتناول كتاب من قبل منطقة الخليج العربي بهذا التخصيص المكاني، ويشمل كافة القوى والتيارات والشخصيات الفكرية في المنطقة والذي لقي الكثير من الاصداء في الادبيات العربية في الساحة الخليجية، وكتبت حوله الكثير من عروض الكتب والمراجعات العربية والاجنبية،وهو يدرس في الجامعات الخليجية في اقسام الاجتماع والعلوم السياسية والتاريخ  والتي انطلق فيها من مقولة المفكر الكويتي الكبير محمد غانم الرميحي (الخليج ليس نفطا) والتي صدرت في كتابه الذي حمل نفس العنوان،حيث اكد الدكتور الزيدي ان دول الخليج العربي الستة المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وسلطنة عمان تشكل (هوية ثقافية) حيث تجمعها صفات واواصر من التاريخ واللهجات والعلاقات الاجتماعية والبنى الثقافية متجانسة ، وتعتمد النفط اساسا لها في اقتصادها وعوائدها المالية الهائلة وثروتها التي القت عليها تبعات جديدة سياسيا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ومازالت حتى الوقت الحاضر، لذلك فهي تستحق ان يكتب عنها كوحدة متكاملة في كتاب يجسد التيارات الفكرية فيها من ليبرالية وقومية واسلامية وماركسية.

 من هنا ياتي الاصدار الجديد عن التيارات السياسية والفكرية في الخليج العربي1971-2003 عن منتدى المعارف وشبكة الابحاث العربية في بيروت عام 2012 ويقع في 440 صفحة حيث يؤكد  المؤلف في مقدمته على فكرة فلسفية تقول ان الانسان مادام يعيش اذا هو يصنع الحياة ومن ثم الحضارة وجزء منها عملية الفكر سواء بروح عفوية من خلال ارهاصات الحياة او بصورة عقلانية قوامها معالجة مشكلة تواجهه.

يعالج الكتاب الجديد الفترة بين 1971 بداية الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج العربي واستقلال بعض دولها وهي قطر والبحرين وقيام دولة الامارات العربية المتحدة والتغيير الذي حصل في سلطنة عمان ومجيء السلطان قابوس بن سعيد وعملية التحديث في البلاد.اما عام 2003 فهو الاحتلال الامريكي للعراق واثاره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تركت اثارها ليست على العراق فحسب بل على دول الخليج العربي واعتبر هذا التاريخ نقطة تحول في المنطقة باسرها .

  يتضمن الكتاب خمسة فصول ،جاء الفصل الاول عن البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الخليج العربي من حيث دراسة البنى السياسية  الحاكمة والنظم الوراثية ثم النفط والاقتصاد الريعي ،واثر الثروة النفطية على الدولة والمجتمع،ثم النخب والفئات الاجتماعية داخل بنية المجتمع الخليجي والاسر الحاكمة والنخب الاجتماعية داخل بنية المجتمع الخليجي ثم الهجرة الاجنبية الوافدة التي دخلت الى المنطقة من اجل العمل وتحولت الى عبء يثير قلق المراقبين لها تاثيراتها الاجتماعية والثقافية بل حتى السياسية وخاصة العمالة الاسيوية .ثم تناول  الدكتورالزيدي الثقافة والاعلام من الصحف والمجلات والاذاعة والتلفزيون والاندية الثقافية والتعليم والجامعات حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة في هذه الفترة والتحول من التعليم الديني الكتاتيبي الى التعليم المدني العلماني وظهور الكليات والجامعات الاهلية ومجيء المعلمين والاساتذة العرب والاجانب بمختلف التخصصات لتطوير التعليم فيها، ثم الاندية والتجمعات الثقافية التي نشطت مع النمو في الوعي السياسي والاجتماعي بمختلف اتجاهاتها.

  ثم انطلق المؤلف لدراسة التيارات واولها التيار الليبرالي في الخليج العربي من ظهور الشخصيات والتجمعات الليبرالية الخليجية التي تاثرت بشكل او باخر بالواقع العربي،ثم الديوانيات كجزء من البنية الاجتماعية وخاصة في الكويت وتحولها الى فضاء للحرية كديمقراطية اجتماعية ثم قضية المراة الخليجية كواحدة من ابرز مشكلات الليبراليين مع الحكومات الخليجية او مع التيارات الدينية والسلفية في تشددها في تقييد حرية المراة وحرمانها من حقوقها. ثم عالج الدكتور الزيدي مجالس الشورى والانتخابات في دول الخليج العربي وماواجهت من نجاح او فشل عبر مسيرتها خلال هذه العقود محط الدراسة مع التركيز على التجربة الغنية البرلمانية في الكويت وتطورها مع حالة المواجهة بين مجلس الامة والحكومات الكويتية من حين لاخر، واثرها في عملية الاخفاق لهذه التجربة،ثم ابرز التنظيمات الليبرالية في المنطقة واتجاهاتها وشخصياتها والمحاولات الاصلاحية التي برزت في ظل الضغوط والتغيرات المحلية والاقليمية التي دفعت نحو المطالبات بالاصلاح من قبل النخب الاجتماعية الخليجية،والتطرق الى القضايا التي عالجها الليبراليون وهي الديمقراطية والمشاركة السياسية قضية المراة والاصلاح الاجتماعي  ومشكلة البدون.

 وتطرق المؤلف في الفصل الثالث الى التيار القومي في الخليج العربي من حيث نشاة وتطور التيار القومي العربي وتغلغل الفكر القومي العربي في منطقة الخليج العربي ،والعوامل التي ادت الى تكوين هذا التيار من شخصيات وقوى فكرية وسياسية ثم ابرز القوى والتنظيمات القومية في الخليج العربي مثل حركة القوميين العرب والناصرية والقوى القومية الاخرى،وعالج المؤلف القضايا والاهتمامات لدى القوميين في المنطقة وهي القضية الفلسطينية والحرب العراقية-الايرانية والحرب على العراق عام 1991 وتداعيات غزو الكويت والادعاءات الايرانية بالبحرين والجزر العربية الثلاثة وعروبة الخليج ثم المحاولات الوحدوية في الخليج العربي ثم الوجود الاجنبي في المنطقة.

وتناول التيار الاسلامي في الخليج العربي من حيث تطور التيار الاسلامي في الوطن العربي،وظهور التيار الاسلامي في منطقة الخليج العربي،مع الحركات والتنظيمات الاسلامية فيها بمختلف اتجاهاتها ثم دور الاسلام في المملكة العربية السعودية،ثم اهم مطالب واهتمامات الاسلاميين من الشورى و الدولة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية  والديمقراطية  وقضية المراة ومواجهة الغزو الاجنبي والقضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني وغيرها.

في الفصل الاخير تناول المؤلف التيار الماركسي في الخليج العربي،ونشاة وتطور الماركسية العربية ثم تغلغل التيار الماركسي في الخليج العربي وابرز الشخصيات الفاعلة من الماركسيين بعد عام 1971 ومطالب هؤلاء الماركسيين في المنطقة مثل الاشتراكية والديمقراطية والاصلاح والقضية الفلسطينية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والاستعمار والامبريالية وازمة الكويت عام 1990 وانهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية.

يخلص المؤلف عن دول الخليج العربي الى ان هذه الدول عاشت بعد عام 1971 بتكوينات جديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية انعكست على واقع التيارات السياسية والفكرية في المنطقة في العقود الثلاثة التالية بعد ان شهد النظام الاقليمي والدولي تحولات مهمة في انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية وبروز النظام الدولي الجديد وكلها تطورات اثرت بشكل او باخر في طبيعة التيارات السياسية والفكرية في الخليج العربي.

يرى ان التيار الليبرالي تصاعدت فيه المواجهة مع الحكومات الخليجية بعد عام 1971 مع التطورات الاقليمية والدولية اخذت الانظمة الخليجية تدرك ان الديمقراطية او هامش الحريات يحفظ الاستقرار والامن لها،وبعد ازمة الكويت عام 1990 لتاكيد هذه الاطروحة مع الضغوط الخارجية للتعجيل بالاصلاح والديمقراطية فتم تقديم تنازلات لصالح الليبراليين.وظلت المطالبة باقامة حياة برلمانية ديمقراطية تؤمن بها الانظمة الحاكمة ودساتير شرعية تحقق مكاسب للشعوب ودعم النخب الاجتماعية والسياسية وتفعيل الحياة الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار.

اما القوميين فقد شهدوا تراجعا بعد عام 1971 له اثاره  بعد نكسة حزيران عام 1967 وخاصة القوميين العرب والناصرية ثم صعود التيار الاسلامي وانعكاساتها على المجتمع الخليجي امام تراجع التيار القومي في الواقع السياسي والفكري في المنطقة. واتجاه المجتمع نحو القبلية وادى الى احتواء الفكر القومي وابتعاد اغلب شخصياته عن العمل الفكري بالاتجاه نحو المال والاعمال والتجارة والوكالات والاعمال الخيرية او المناصب الحكومية. ثم تصاعد المد القومي بعد الحرب بين العراق وايران ودعم القوميين للعراق في حربه مع تاييد ودعم من اغلب الحكومات الخليجية للعراق ايضا.الا ان الموقف تراجع بعد الغزو العراقي للكويت حيث انقلب القوميين الخليجيين ليقفوا مع الشرعية الحاكمة في الكويت مما ادى الى تراجع الفكر القومي بشكل ملحوظ بعد هذه الازمة.

 اما التيار الاسلامي فيرى ان حضوره الواضح في الساحة السياسية والفكرية بعد عام 1971 وتحوله من خطاب شعبي الى خطاب الاسلام السياسي وظهور العديد من التنظيمات الاسلامية والشخصيات والمنتديات ،وتحول بعضه الى العمل المسلح والمشاركة في ساحات اخرى خارج الخليج العربي مما شكل تهديدا للانظمة الحاكمة في الداخل ومواجهة مازالت قائمة حتى الان.

في حين التيار الماركسي  ظهرت فيه تنظيمات وخاصة في سلطنة عمان والسعودية والبحرين ولكنه اصيب بنكسة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتوقف دعمه السياسي والفكري ،وبدات النخب والتنظيمات الماركسية تندرج اما بالحياة العامة او تندمج مع التيار الليبرالي في تنظيمات تناست افكار العنف الثوري والتغيير المسلح والعمل نحو الديمقراطية والوطنية بحيث شهد هذا التيار ضعفا واضحا وتراجعا الى حد كبير.

هكذا فان دراسة التاريخ الفكري للحركات والتنظيمات السياسية لها مكانة خاصة في حقل الدراسات التاريخية سواء في الجانب السياسي او الاديولوجي نظرا لان دراسة الفكر لايمكن ان تنفصل عن دراسة البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع حيث تؤثر وتتاثر الواحدة والاخرى في ظل عملية التغيير التي تتم في المجتمعات الانسانية وهذا ينطبق على واقع الحال في الخليج العربي.

Comments are disabled.