باحث من مركز الدراسات يترجم كتاب للفيلسوف الايطالي ماسيمو كامبينيني تحت عنوان ” مقدمة في الفلسفة الاسلامية”
وحدة الاعلام والاتصال الحكومي:
صدر للاستاذ علاء عبد الرزاق مطلك الباحث والاكاديمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ـ جامعة بغداد ، كتاب مترجم تحت عنوان “مقدمة في الفلسفة الاسلامية” لا أستاذ الفلسفة والباحث الإيطالي ماسيموس كامبينيني .
ملخص الكتاب
يعد الكتاب الذي وضعه أستاذ الفلسفة والباحث الإيطالي في علوم القران وتاريخ الإسلام الراحل الدكتور ماسيمو كامبينيني بمثابة رحلة عن جذور العقل الإسلامي وكان بمثابة بحث دؤوب عن الحقيقة بعد ان تلاقحت نتاجات الفكر الإسلامي مع البيئات الحضارية الأكثر عمقاً في التاريخ الإنساني، انقسم الكتاب لجزئين تناول الأول تاريخ الفلسفة الإسلامية ونشأة المدارس الفلسفية الإسلامية في العراق وبلاد الشام وبلاد فارس متتبعا أمهات الكتب العربية التي شغلت بالبحث الفلسفي بداية على يد المشتغل الأول بالفلسفة واعني به أبو يوسف يعقوب بن اسحق الكندي ومن ثم ابي نصر محمد بن طرخان الفارابي والشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا ومن ثم ابي حامد الغزالي وأبو الوليد محمد بن احمد ابن رشد وأبو بكر محمد بن يحيى الصائغ المعروف بابن باجة، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن الطفيل، ولم يكن المؤلف بدقته وتحريه ليقصر البحث الفلسفي على الفلاسفة العقلانيين كما اسماهم بل شمل أولئك الذين اعلوا من مكانة النص المقدس على حساب البحث الفلسفي الحر ولم يكن ليقصر دراسته ورحلته على اتباع مذهب دون اخر فكان للإسماعيلي أبو يعقوب السجستاني قدح معلى في الكتاب عن طريق كتابه الينابيع كما كان للحنبلي مثل ابن تيمية دور في تبيان أوجه النقد لحركة البحث الفلسفي، لقد قسم المؤلف الكتاب لجزئين تناول الأول تاريخ البحث الفلسفي في دنيا الإسلام إذ كان للانتشار الإسلامي بعد اقل من قرن على وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في بيئات متحضرة دور في تفتق ادهان العرب المسلمين على رؤى وتجليات لم يكن يعني بها العرب قبل هذا التوسع والانتشار، فتلاقحت اللغة العربية مع نتاجات الفكر والفلسفة اليونانية والرومانية والفارسية ونشطت حركة الترجمة وبدا ظهور البحث الفلسفي المنهجي يؤتي ثماره وظهرت المدارس الكلامية التي عنت بالقرآن الكريم أصلاً ولفظاً ومعنى مثل المعتزلة والاشاعرة، واما الفصل الثاني فقد عنى بمفهوم الفلسفة في العصور الوسطى الإسلامية.
واما الفصل الثالث فقد عالج فيه المؤلف بدقة منهجيات التفلسف في الفلسفة الإسلامية متتبعا نشأة الاختلاف المذهبي في العقيدة الإسلامية بين السنة وهم الفئة الغالبة والشيعة وهم الأقلية التي كانت تعاني من اضطهاد وعنت وتشريد وفي الوقت الذي كانت فيه قراءة النص الديني بشكل ظاهري هي السمة المميزة للسنة مانت القراءة التأويلية والرمزية للنص الصفة التي ميزت الشيعة وجعلتهم روادا للبحث العقلاني الحر حتى ان فيلسوفا مثل هنري كوربان عد الفلسفة الإسلامية بمثابة نتاج شيعي خالص، كما تتبع المؤلف اهم المواقف التي اتخذها فلاسفة معاصرون من النتاج الفلسفي الإسلامي بصنوفه المختلفة ومقدار ما تمتع به الفلاسفة المسلمون من حرية او قمع في طروحاتهم الفلسفية وما توصلوا اليه من نتاج قد يخالف ما تتسمك به السلطات القائمة من معتقدات. واما الجزء الثاني من الكتاب فقد ابتدأ بالبحث عن الثيمات الأساسية التي شغلت الفلسفة الإسلامية واهمها التوحيد والتي عالج فيها في مطلع الامر النص القرآني الكريم في تبيانه للصفات الإلهية والتنزيه الخالص للخالق عن أي شبيه او مثيل ومن ثم عالج ظهور المدارس الكلامية واهما المدرسة المعتزلية وبحث في مسألة الصفات والتشبيه والتنزيه والعرض والجوهر والشيء لدى ثلة كبيرة من الفلاسفة المسلمين، ومن قم عالج بعد ذلك مفهوم الفلاسفة المسلمين للنظام الكوني ومن ثم مكانة العقل الإنساني ودوره في كشف حقائق الحياة ومدى تطابقه او توافقه مع الشريعة الإلهية ، ومن ثم الضرورات الخاصة بالحرية بمواجهة النص المقدس وأخيرا الاخلاق والسياسة ، لقد تتبع المؤلف بكل دقة وروية ما وضعه اساطين الفلسفة الإسلامية بشأن هذه الثيمات وتابع الجدل العقلاني الذي نشأ في خضم البنية المعرفية الإسلامية وأعاد قراءة النص الإسلامي الفلسفي بما يتلاءم مع الحياة الحديثة ومعطياتها ، ولابد لاي قارئ للكتاب بنصه الإيطالي ان يقف محييا الراحل الدكتور ماسيمو كامبنيني على جهده المميز في تتبع كل ما كتب عن الفلسفة الإسلامية وما نشر عن الفلاسفة المسلمين بمختلف توجهاتهم وروح الاحترام والاجلال التي ميزت نظرته ومعالجته للبحث الفلسفي الإسلامي متخلياً عن عقدة المركزية الاوربية مؤسسا لمبدأ الحوار الإنساني الفاعل والمثمر، لقد كان هذا الكتاب بمثابة فرصة سانحة لي لإعادة قراءة نتاج الفلاسفة المسلمين والرجوع لاهم كتبهم التي شكلت الماجة الأساسية للكتاب كما راعني الدقة والتميز التي ميزت المؤلف الراحل في نقل النص العربي للغته الأجنبية والأمانة والموضوعية التامة في الإشارة للمصادر الاصلية وما كتب عنها باللغة العربية عبر سنوات طوال، جل ما اتمناه ان يجد القراء العرب في هذا السفر متعة وفائدة ومادة للبحث والتساؤل حول جذور وبذور الفلسفة الإسلامية ومعطياته المعاصرة.