صدر العدد الجديد  من مجلة دراسات دولية العدد 60   ضم العديد من البحوث وعروض الكتب والدراسات المترجمة .ناقشت   العديد من القضايا  الدولية .

أذ تطرق البحث الموسوم  ” المصالحة الوطنية وأثرها في تحجيم العنف في العراق ” للأستاذ الدكتور ستار جبار حسين دور المصالحة الوطنية في تدعيم ركائز الاستقرار في العراق فأن تحقيق مصالحة وطنية بناءة ستكون كابحا حقيقياً لدوامة العنف .واشار البحث بوجود أطراف أساسية تختلف مع العلمية السياسية في العراق بعد 2003 والممثلة بحزب البعث والفصائل المسلحة والمليشيات المسلحة التي ترتبط بأحزاب وكتل وتيارات سياسية وكذلك تنظيم القاعدة في العراق بمختلف مسمياته .
البحث قدم توصيات  بأمكانها تعزز عملية الحوار والمصالحة الوطنية  ومنها الابتعاد عن اللهجة الطائفية والعنصرية في الخطاب الاعلامي وضرورة مواصلة الحوار الدائم مع كل الفصائل وأشعار الجميع بأهميتم لبناء العراق الجديد والزام مسؤولي الدولة والحكومة كافة بالابتعاد عن لغة التخوين والعمالة أزاء الطرف الآخر ، لان أستخدم مثل هذه التوصيفات هو دفع للعنف والانقسام وأغلاق باب الحوار . وأعادة النظر ببعض التشريعات التي تعرقل مسارات المصالحة الوطنية والتي تتعلق بمفاهيم الاجتثاث والاقصاء .


أما البحث الذي قدمة أ.د. ياسين محمد حمد العيثاوي والموسوم ” الانعكاسات السلبية للمحاصصة السياسية على البنية المؤسسية والمجتمعية للنظام الديمقراطي في العراق ” فقد  وضح الانعسكاسات السلبية للمحاصصة السياسية على بنية المؤسسية للنظام الديمقراطي في العراق أذ القت المحاصصة بظلالها على الجوانب التشريعية والتنفيذية والقضائية والامنية  مما يؤدي الى تعريض الدولة للانهيار ويهدد المجتمع بالانقسام والتنازع والصراع المفضي الى الزوال والاستبدال .

اما في جانب الاحزاب السياسية في العراق فقد قدم أ.م.د. مفيد الزيدي في بحثه الموسوم ” البعد العربي في الاحزاب السياسية العراقية ( الاستقلال والوطني الديمقراطي أنموذجا )”, قدم  تفاصيل حول تطور الحركة الوطنية في العراق منذ الحرب العالمية الثانية وأتساع نشاطها على الصعيدين الداخلي والعربي  فقد ظهرت الاحزاب  مثل ( حزب الاستقلال ) و ( الحزب الوطني الديمقراطي ) وهي أحزاب تدعو الى الاستقلال والسيادة الوطنية والتحرر والوحدة  في نشاطها وعملها الوطني وتوجهاتها العربية .
كما تطرق البحث الى مواقف هذه الاحزاب من القضايا العربية كالقضية الفلسطينية وأتحاد العراق وسوريا وتأميم قناة السويس .

أما موضوع ” العلاقات العراقية – التركية وأثرها في استقرار العراق ” فقد كان عنوانا للبحث المقدم من قبل أ.م.د. منى حسين عبيد، عرض البحث  تاريخ العلاقات العراقية – التركية فقد  شهدت  هذه العلاقات في عام 1955 درجة من التطور بعد توقيع معاهدة دفاع مشترك بين البلدين تضمنت التعهد لصد أي عدوان قد يقع على تركيا والعراق سواء من داخل المنطقة أو من خارجها . كما أشار البحث الى أثر المشكلات السياسية في علاقة البلدين مركزا على المشكلة الكردية  ومشكلة المياه وطارحا قضية كركوك بعد العام 2003.
أما في موضوع الازمة السورية  فقد قدمت أ.م.د. خلود محمد خميس البحث الموسوم ” الازمة السورية وأستراتيجية التدخل الروسي في المنطقة العربية “. أذ أوضح البحث ان روسيا تعد المصدر الرئيس لأمداد النظام السوري بالسلاح فقد وقع الرئيس السوري بشار الاسد عقودا لشراء الاسلحة عام 2006 وأبرزها طائرات مقاتلة من طراز ميغ 29 وطائرات ياك 130 . كما أن التحرك الروسي بأتجاه حماية مصالحة ولاسيما الاقتصادية والعسكرية والذي بدى واضحا من خلال قيام وزارة الدفاع الروسية بتحصيص  سفينتين هما ( تسيزاركونيكوف و نيكولاي فيلتشينكوف ) الاولى خصصت لنقل 150 من عناصر قوات الانزال ومعدات أخرى  والثانية تنقل 1500 طن من الحمولة ومن الممكن أستخدامها في أجلاء موانين روس  من سوريا .

أما د. حيدر علي حسين فقد  قدم بحثا بعنوان ” العراق في الاستراتيجية التركية ” . أذ أوضح البحث ان تركيا قد وجدت في الانسحاب الامريكي من العراق دافعا لتعزيز مكانتها في العراق حيت تتضمن أستراتيجية تركيا تجاه العراق على عناصر دفاعية وأخرى توسعية وهي دفاعية بقر ما أنها لا تزال تبنى على أساس برنامج لأحتواء القومية الكردية وهي أيضا توسعية في أنها تسعى الى تحقيق أقصى قدر من التأثير في جميع أنحاء المنطقة والعراق بشكل خاص .
 
واما م.د. سليم كاطع علي فقد ركز في بحثه الموسوم ” البعد الايراني في السياسية الخارية الامريكية ”  تحليلا لرؤية الولايات المتحدة الى أيران وما تشكله من خطر مهدد للاهداف والمصالح الامريكية أذ تكمن محددات السياسية الامريكية تجاه أيران بعدة عوامل منها محاربة الارهاب  أذ  أشار  التقرير الصدر عن وزارة الخارجية الامريكية في العام 1992 الى أن أيران تشكل أخطر راعٍ  لإرهاب الدولة في العالم أما بعد أحداث أيلول 2001 فقد أتجهت الولايات المتحدة الامريكية الى تصنيف الدول الى ( معادية ) و( صديقة ) وقد أصبحت أيران مصنفة ضمن محور الشر  من خلال أتهامها بدعم  الارهاب .


أما م. بدرية صالح عبد الله  فقد قدمت بحثا عنوانه ” الفصائل الفلسطينية وتطورات مرحلة ما بعد عرفات ” .  أذ يناقش البحث التطورات السياسية التي شهدتها وعايشتها الفصائل الفلسطينية بعد وفاة ياسر عرفات وتتمثل هذه التطورات بوجود جملة من القضايا منها ما يتعلق بتنظيم الانتخابات الرئاسية وأيجاد قدر كبير من التعاون بين القيادة الفلسطينية التي ورثت عرفات والفصائل الفلسطينية وايجاد برامج عمل سياسية مشتركة .

 وقد قدم م.م. همام خضير مطلك  في بحثة المشترك مع م.م. رشا ظافر محي الدين  بحثا بعنوان ” دور المنظمات غير الحكومية في حماية حقوق الانسان في المنطقة العربية ” .  أذ أوضح البحث ان المنظمات غير الحكومية تشكل حجر الاساس في تعزيز حقوق الانسان كونها تؤثر في  أجراءات وقرارارات مختلفة لهيئات الامم المتحدة وتقدم معلومات حول أوضاع البلدان بشكل عام . كما قدم البحث التحديات التي تواجه عمل هذ المنظمات في المنطقة العربية أذ غالبا ما ينصدم موضوع أنشاء  هذه المنظمات بقيود شديدة وتخضع لرقابة صارمة  هذا ما أكده تقرير التنمية الانسانية والصادر في عام 2004 مستثنيا عدد قليلا من التشريعات العربية التي تنحو منحى ليبراليا في تعاملها مع مؤسسات المجتمع المدني مثل المغرب ولبنان.


وفي مجال عروض الكتب الذي دأبت مجلة دراسات دولية ان تخصص لها باب  فقد قدم أ.م. وليد حسن محمد عرضا لكتاب ” التدخل الدولي لمكافحة الارهاب وأنعكاساته على السيادة الوطنية ” للمؤلف فتوح أبو دهب هيكل  والصادر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية 
في العام 2014 .عرض الكتاب في فصوله الخمس قضايا الارهاب الدولي وكيف انه يشكل أنتهاكا صريحا لمبدأ السيادة الوطنية وقواعد القانون الدولي . اذ أوضح الكتاب ان التدخل الدولي لمكافحة  الارهاب سيستمر وربما يتعزز بكل ما يحمله ذلك من  تهديدات جدية لقضايا السيادة الوطنية والاستقلال الوطني للدول لاسيما الضعيفة والصغيرة منها وذلك لاسباب  عديدة منها الافتقار الى تعريف موحد للارهاب الامر الذي يسمح لكل دولة أن تفسر الارهاب على النحو الذي ترتأيه ويحقق لها مصالحها الخاصة .كما أن الارهاب أصبح بموجب العديد من القرارات مصدراً من مصادر تهديد الامن والسلم الدوليين  ومن ثم يمكن لأي دولة ان تتذرع بأن تدخلها في شؤون دولة أخرى بحجة مكافحة الارهاب يتفق وقواعد القانون الدولي.

وفي مجال عروض الكتب أيضا قدم قاسم عبد الكريم اسبانيا عرضا لكتاب “الكذب والغش في السياسية : حقائق وأوهام ظاهرة خطيرة في الجيمقراطية ”  الكتاب من تأليف المفكر الاسباني فرنادو  فايسبين والصادر عن دار النشر الاسبانية كالاكسيا غوتنبرغ. يحلل المؤلف من زاوية النظرية السياسية عدداً من حالات الكذب والغش كظاهرة سلبية في دول ديمقراطية عدة وينتقدها بشدة محذرا من خطورة تفاقهمها على الديمقراطية والحياة العامة .


اما في مجال الترجمة  فقد قدمت المترجمة  سميرة أبراهيم عبد الرحمن  مقالا لريشارد هاس  بعنوان ” كيف التعامل مع عالم مضطرب “.  تطرق المقال الى ان الاوضاع التي يشهدها العالم اليوم تشبه كثيرا حرب الثلاثين عام  ثلاثة عقود من الصراع التي أصابت معظم  أوربا بالخراب في النصف الاول من القرن التاسع عشر  ومثلما كانت أوربا في حينها ، فأنه في السنوات القادمة من المرجح  أن تكثر في الشرق الاوسط دول ضعيفة ، على الاغلب غير قادرة على ضبط أمن رقعة واسعة من اراضيها ومليشيات وجماعات أرهابية تعمل بنفوذ متزايد .وتنتشر فيه حروب أهلية وصراعات داخل الدول نفسها وتصبح الهويات الطائفية والمذهبية أكثر قوة من الهويات القومية نفسها.

Comments are disabled.