عقد  مركزنا هذا اليوم الاثنين المصادف 18 /1 /2015 جلسة جديدة من جلسات العصف الذهني ، الجلسة والتي تحمل التسلسل  (3)  عقدت  بعنوان “هنري كيسنجر وكتابة النظام العالمي تأملات حول طلائع الامم ومسارات التاريخ قراءات وتحليلات”.الصادر في امريكا  9ايلول2014  ومترجم في بيروت 2015
وقد شارك في الجلسة عدد من الاساتذة وهم 
  : أ.د. أسامة عبد  الرحمن الدوري / رئيس قسم التاريخ / كلية الاداب
             د. مفيد الزيدي ( المنسق) –
            د. عبد الحميد العيد الموساوي

             د. خلود محمد خميس
            د. نادية فاضل عباس 
              د. دينا هاتف مكي

طرح في البداية الدكتور مفيد الزيدي لمحة عن الكتاب وعن الكاتب وزير الخارجية الامريكي السابق وعراب السياسة الامريكية وابرز صناع السياسة الامريكية في القرن العشرين ومتشار عدد من الرؤساء الامريكان والمتخصص بالتاريخ، واشار الزيدي الى ان كتاب كيسنجر الجديدWorld Order يرى فيه كيسنجر بانه خلاصات وتحليلات تاريخية وسياسية للسياسة الخارجية الامريكية في القرن العشرين ورؤى مستقبلية للقرن الحالي، وفيه طرح المؤلف بان المفهوم الغربي الذي استندت اليه السياسة في العصر الحديث فاشلة وخاطئة وان عالم بعد 1945 تحول الى الفكر الحر والتمثيل الديمقراطي والفكر التحرري والسلام العالمي ثم انتقل الى عالم توازن القوى والازدهار الاقتصادي والهدف هو اقامة حكومة تشاركية عالمية للمعلومات والاتصالات وعصر العولمة.

الا ان نظام بين 1948-1989 ثنائية القطبية تحول في نقطة تحول اسماها المؤلف الى الهيمنة الواحدة الامريكية مما اسفرت عن ازمات عالمية.
وان النظام الامريكي التقليدي تحلل كما يصفه كيسنجر مع الحنين للطائفية والعرقية وانتهاك الحدود والسيادة الوطنية. وان العالم دخل مخاضا جديدا ازمات اقتصادية 1980 ثم 1998 وبعدها 2001 و2010 من امريكا اللاتينية واورابا الى امريكا ويرى الحال بانه-ازدهار عصر العولمة لكن ازمات اقتصادية تقاوم العولمة.
ويوجه كيسنجر انتقادات للنظام العالمي- بعدم تشاور الدول الكبرى- يتطلب استراتيجية متماسكة لتأسيس مفهوم جديد للنظام العالمي وربط اقاليم العالم بعيدا عن المصالح الخاصة للدول مما ادى الخطأ الى ظهور الحركات المتطرفة.
ويطرح المؤلف تساؤلات على امريكا ان ارادت دورا فاعلا في عالم القرن الحالي.ويجيب عليها ان تقيم(((دعما للتحالف الدولي)))(((الاحتفاظ بالقيم العالمية)))(((الاعتراف بالخصوصيات التاريخية والثقافية للدول والامم)))(((واستيعاب دروس الماضي والاحساس بالهوية الامريكية))).(((لا نجاح للسياسة الامريكية دون الاخذ بالاعتبار الهويات والخصوصيات))).

وطرحت مداخلات وحوارات وتعقيبات شارك بها كل من د.. اسامة الدوري ود. نادية  فاضل  وخلود محمد ودينا هاتف وطالب القريشي وسداد مولود وسليم كاطع ووليد حسن وماهر الخليلي وعلاء عبدالرزاق.

واختتم الجميع بتقديم توصيات واستنتاجات ورؤى لصالح صانع القرار العراقي:

اولا-اقامة ورشة عمل قادمة في الفصل الدراسي الثاني عن امريكا الداخل والسياسة الخارجية في الشرق الاوسط
ثانيا-الحاجة الى فلسفة للدولة المعاصرة ومنها الدولة العراقية وتغيير في العقلية العربية في التعامل مع الاخر والواقع بنظرة براغماتية نفعية مصلحية.
ثالثا- من المحتمل عودة روسيا دولة كبرى ولا تبقى منعزلة رغم محاولات الغرب وامريكا لاحتوائها واضعافها.
رابعا-اعتماد مبدا التوازن في القوى يحقق مصالح الدول وانجح الدولتين في الاقليم ايران وتركيا.
خامسا-الانفتاح على قوى صاعدة كاليابان وكوريا الجنوبية والمانيا سياسيا واقتصاديا دول خارج الصراعات والسعي للنمو العالمي ما يحتاجه العراق اليوم.
سادسا- دور مراكز البحوث ودعمها وتفعيلها في التعامل مع دراسة حالات الدول الصاعدة تلك هدف علمي استراتيجي بدلا من النظرة الاحادية نحو المراكز.
سابعا-اقامة نظام اقليمي او السعي اليه في توازن قوى بدون الصراعات لان دول الجوار العراقي اساسها التاريخ والجغرافيا والمجتمع لا مفر من التعامل الايجابي معها.
ثامنا-تفعيل السياسة العراقية الخارجية الاقليمية على اساس البراغماتية والمصالح المتبادلة مع الدول هي فلسفة القرن الحالي.
تاسعا-المطلوب عراقيا مواجهة مؤامرات التقسيم المطروحة غربيا والبحث عن نقاط ومرتكزات الجوامع اي ليس التفكك بين ابناء الوطن الواحد ثم بين ابناء الامة العربية والاسلامية.
عاشرا-ضرورة عمل ورشة قادمة لتفكيك العقل الامريكي بتعامله مع الاخر والشرق الاوسط والعراق لفهم اليات التعامل معه اليوم وفي قابل الايام.

 

Comments are disabled.