صدر العدد الجديد من مجلة دراسات دولية العدد (62). ضم عدد من البحوث وعروض لكتب والترجمة .
البحث الاول الموسوم ” الاصلاحات في سوريا في ظل الحراك السياسي “. والذي أعده أ.م.د. عامر كامل أحمد  ناقش فيه تداعيات الازمة السورية  مقدما عدة مشاهد  الاول المتعلق بتقسيم سوريا بسبب تحول الصراع من محاولة لأصلاح وتغيير النظام الى صراع طائفي بين الطبقة السياسية المحسوبة على الطائفة العلوية أما المشهد الثاني والذي يتعلق ببقاء النظام يرتكز هذا المشهد على أستمرار الصراع العسكري دون التوصل الى حل الازمة بالقوة وسيحاول النظام أستخدام كل طاقة  تدميرية يملكها ومن تداعياته أرتفاع عدد الضحايا من الجانبين أما مشهد أنهيار النظام  فأنه يحتاج الى وقت قد يمتد الى سنة بسبب ان التدخل العسكري أصبح مستبعداً من قبل القوى الدولية لاسيما الولايات المتحدةالامريكية وفرنسا كما ان أنهيار النظام الاقتصادي السوري وتداعياته المستقبلية قد يتسبب بأنهيار النظام .


اما البحث الذي قدمته أ.م.د. دينا هاتف مكي  والموسوم ” العراق بين ثنائية الفوضى والاستقرار”.  أذ أشارت د. دينا هاتف ان العراق وبعد عام 2003  يعيش حالة أقرب الى الفوضىمنها للاستقرار فالاخير يشغل فترات قصيرة من عمر الدولة منذ هذا التاريخ ذلك ان النظام السياسي يسير وفق نمط غير خطي ،أذ لايمكن توقع شكل هذا النظام أو وضع صورة واضحة له . فالتغيير أمر طبيعي لكن الذي حصل لم يكن متوازيا الامر الذي أدى الى ظهور الفوضى وأستمرارها فترة طويلة ولم يتم التحول الى النظام 
والاستقرار لحد الان . 

أما في مجال الامن فقد قدمت أ.م.د. سداد مولود سبع بحثا بعنوان ” مشكلة الأمن والاستقرار السياسي في العراق بعد العام 2003″. ناقش البحث ان الخلل  في البنية السياسية المتمثل بغياب  مؤسسات حقيقية والتي وجد منها تم هدمه بفعل الفسـاد السياسي في العراق منذ العام 2003 ولحد الان . كما ان تفاقهم ظاهرة ظاهرة الاستقطاب الاجتماعي التي عملت على تصنيف الاحزاب والمكونات الاجتماعية على أسس المحاصصة وأوجدت خطوط فاصلة بين الفرقاء السياسيين. تم توضيفها من قبل اطراف متناقضة للضغط بأتجاه هذه الركيزة لتعزيز بعض الازمات كأزمة المشاركة الفاعلة في العملية السياسية وأدت وبشكل أو بأخر تغذية العنف وعدم الاستقرار السياسي 


أما أ.م.د. أزهار محمد عيلان فقد كتبت في موضوع ” المشاركة السياسية للمرأة العراقية في أنتخابات عام 2014 الواقع والتحديات “. ناقش البحث تاريخ المشاركة السياسية للمرأة العراقية أذ بعد أعلان الجمهورية من قبل عبد الكريم قاسم تم تعيين نزيهة الدليمي كأول وزيرة للأشغال والبلدليات . أما بعد العام 2003 فقد كانت هناك مشاركة حقيقية للمرأة العراقية أذ  تمكنت من الحصول على مواقع قيادية في مؤسسات الدولة ، الا أن هيمنة الحزب أو الكتلة كانت أحدى المعوقات الذي أضعف دور النائبة في البرلمان .

اما البحث الموسم ” دور الاتحاد الأوربي في دعم التغيير في ليبيا الدوافع والمكاسب المتوقعة “.  والمقدم من قبل أ.م.د. أحمد عبد الامير الانباري تطرق الى دور الاتحاد الأوربي في مساندة الشعب الليبي في مطالبتة للقذافي التخلي عن الحكم ورغبته في نظام سياسي جديدووجدت الدول الأوربية ان مصالحها تقتضي منها تأييد مطالب الشعب الليبي وتقديم الدعم العسكري للثوار الليبين في قتالهم ضد نظام القذافي . أذ أن الدول الأوربية تأمل في تعزيز نفوذها وتعظيم مصالحها في ليبيا بعد سقوط القذافي . ولهذا كان التدخل العسكريالأوربي ضمن حلف شمال الأطلسي لتحقيق أهداف أوربية وضمان مكاسب متوقعة في ليبيا بعد القذافي .

أما د. منتصر مجيد حميد فقد كتب في موضوع ” أسس السلوك التصويتي في الولايات المتحدة الامريكية “. عرض البحث نظريات تفسير السلوك الانتخابي المتمثلة بالنموذج السوسيولوجي وهو النموذج الذي يقوم على تحليل السلوك التصويتي عن طريق أعتماد الانتماءات والولاءات الاجتماعية المتمثلة بالمتغيرات السوسيوديمغرافية  والسيو أقتصادية والسيو ثقافية . أما النموذج البسيكوسياسي يعتقد ان التكوين السياسي للناخب  ناتج عن عملية التنشئة مما يجعل عملية التصويت ناجمة عن أستعدادات سيساية ناشئة عن أرتباط نفسي ثابت بحزب سياسي معين .


أما في أطار حلف الشمال الاطلسي فقد قدم م.م. بحثا بعنوان ” استراتيجية حلف  شمال الاطلسي بعد الحرب الباردة ” .أذ أوضح البحث ان حلف الناتو بعد الحرب الباردة أصبح بلا عدو يواجهه وهو مافرض في النهاية توسيع أطار العضوية لتأمين أنتشار أكبر للقوة ويسهل من عملية أحتواء الازمات بشكل يضمن قيادة الولايات المتحدة للعالم عن طريق التحكم بأدارة أزماتة وبما يؤمن مصالحها.


أما م.م. هبة نصير عبد الرزاق فقد كان عنوانها بحثها ” خصصخة الحرب ودور الشركات الأمنية الخاصة في العراق بعد عام 2003″. أذ أوضحت ان الحرب على العراق عام 2003 مثلت الصورة الأوضح لأعتماد الولايات المتحدة الامريكية على خصخصة الحروب أذ سمحت الظروف الت عاشها العراق بعد الحرب الى الانتشار الكبير لهذه الشركات . وتنوعت مجالاتها بين تقديم الدعم اللوجستي والمشاركة الفعلية في المعارك مع أفساح المجال لها من سلطة الاحتلال عن طريق أصدار عدد من القرارات التي تشرع وجود هذه الشركات وبما يعفيها  من المساءلة القانونية وتعمل على أستمرارها.

أما في مجال عروض الكتب فقد قدم د. عبد الهادي الزيدي  عرضا لكتاب ” صورة العرب في الاعلام الصهيوني “. للمؤلف د. عدنان عبد الرزاق الربيعي والصادر عن دار أمجد في عمان عام 2014 .أذ أستطاع الاعلام الفضائي والسينما الصهيونية بفعل سيطرة المال والاعلام اليهودي على هوليود ان يلعبا خلال نصف القرن الماضي دوراً أساسيا في الدعاية للمشروع الصهيوني في فلسطين وتشوية صورة العربي لدى المشاهد الأوربي والأمريكي وحتى التسلل الى المشاهد العربي من خلال الأفلام الامريكية 
التي تغزو دور السينما العربية والبيوت عبر أشرطة الفديو والقنوات الفضائية الأجنبية والعربية .

أما في مجال الترجمة فقد قدمت سميرة ابراهميم عبد الرحمن ترجمة للكتاب دارن شركات بعنوان ” الهجرة وفقدان الدين ” والذي نشر في مجلة الفورين أفيرز الامريكية في عددها الصادر  في تموز /آب 2015 .قدمت المترجمة رأيا  بأن  للهجرة آثارها السلبية ومنها تصاعد وتيرة أنحسار الدين وتركه وهي ظاهرة معقدة مركبة تتطلب تقديم رؤى نقدية هجومية وليس دفاعية فحسب . فيستلزم الامر معرفة رأي الاخر وطريقة تناوله للظاهرة  ليتم التصدي لها.يؤكد المقال ان تبني الغرب  للتعددية الثقافية العلمانية  أدى الى نمو تلقائي ومتسارع في عدد المسلمين غير المتدينين .ويعرض المقال عدد من الكتب التي تناولت هذا الموضوع . أذ أشار ان لجنس المرء دوراً كبير في ترك المسلمين لدينهم فكثير من الشخصيات النسائية التي تناولها كتاب “المرتدين”. ان أستعباد الاسلام ( وبحسب وجهة نظر الكتاب ) هي القشة التي قصمت ظهر البعير أذ قالت معظم المسلمات السابقات ان تعدد الزوجات هو الامر الذي أدى الى الشك في أيمانهن . 

Comments are disabled.