وحدة اعلام مركز الدراسات الاستراتيجية
وعدت مجلة دراسات للعلوم الانسانية والاجتماعية الاردنية بنشر البحث العلمي للأستاذ محمد رشيد الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد تحت عنوان الدعاية الطائفية دراسة تحليلية في واقع ومستقبل الظاهرة ـ العراق انموذجا والذي تحمل على تصنيف سكوباس .
وادناه ملخص البحث العلمي
لم تكن قضية وظاهرة الطائفية حاضرةً في السياسة والثقافة العربيتين في أي فترة كما هي اليوم، وما يثير التساؤل حول هذا الحضور أنه يأتي بعد ما يقارب القرن من تأكيد عهد الوطنية، ورفض وتجاوز جميع أشكال الانتماءات الطائفية والقبلية، وتلاشي مظاهرها، المعلنة على الأقل، إلى حد كبير، وفي مختلف المجتمعات الإنسانية. فمن الواضح ان الكثير من المثقفين والاعلاميين وصناع الرأي يبدون وكأنهم يكتشفون، ولأول مرة، قوة هذه الانتماءات، ويدعون إلى مراجعة الطروحات القومية والوطنية التي ساعدت على تجاهلها تارة، أو إنكارها تارة اخرى، ويعتقدون أن الاعتراف بها وإعطاءها (حقوقها)، والكف عن إنكارها، هو الطريق الوحيدة والأسلم لمعالجة آثارها، وإنقاذ رهان الدولة والحداثة الوطنية. وهناك من يذهب إلى أكثر من ذلك، ويعتبر أن الحروب والنزاعات الداخلية والإقليمية بينت أنه لا يوجد على الأرض إلا الطوائف، وأن الخاسر الأكبر في هذا الصراع هو الجماعات التي لم تعرف كيف تنظم نفسها، وتقاتل على أجندة طائفية، مثلها مثل الآخرين.
لقد قدمت الدراسة سرداً تفصيلياً لمعنى الطائفية السياسية بصورة عامة، ومن ثم تناولت الخطر الذي تشكله ظاهرة الدعاية الطائفية في العراق على واقع ومستقبل الوحدة الوطنية، لهذا البلد الذي عانى ولا يزال يعاني من تداعيات الطائفية ودعاياتها التي استهدفته وما زالت، وعلى الرغم من تراجع حدتها في الفترة الأخيرة.
وتبرز إشكالية الدراسة، في تحديد، الى أي مدى تؤثر ظاهرة الطائفية السياسية ودعايتها في واقع ومستقبل وحدة العراق، وما هو مستقبل هذه الظاهرة؟
وتستند الدراسة على فرضية مفادها بان ظاهرة الطائفية السياسية ودعايتها في العراق، والتي يستخدمها بعض الفئات السياسية والاجتماعية لترسيخ نفوذها وسيطرتها، سيكون له اثاراً سلبية على واقع وستقبل البلد، مما يتطلب وقفة جادة من قبل المعنيين لغرض ابعاد المجتمع عن هذه الافة الخطيرة.
ولغرض احاطة موضوع الدراسة، فقد ارتأينا تقسيمها الى مقدمة ومحورين وخاتمة، استعرضنا في المحور الأول الإطار المفاهيمي للدراسة، فيما كان المحور الثاني مخصصاً لدراسة وتحليل واقع ومستقبل الدعاية الطائفية في العراق