القى د. رياض عبد أبراهيم محاضرة حول يهود العراق وتأتي مشاركته كجزء من الندوة التي أقامتها دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والموسومة ” يهود العراق تاريخهم ودياناتهم ” . و التي أقيمت على قاعة المتنبي في مبنى الدائرة.
د. رياض عبد أبراهيم أكد في محاضرته ” ان تاريخ اليهود ودياناتهم في العراق بدأ منذ العهد البابلي بعدما اقتادهم نبوخذ نصر الى منطقة بابل وضع خلالها اليهود امام خيارين اما ان يعودوا الى فلسطين القدس تحديداً او البقاء, اذ بدأو خلالها بانشاء مؤسسة دينية لتكوين فكرة الديانة اليهودية في عهد الاحتلال العثماني للعراق انذاك وانتعشت تجارتهم وسيطروا على مفصلين اساسيين الاقتصادي والاعلامي واختاروا يهود العراق شخصيات تمثلهم خلال الحكم العثماني منهم “الياس حاخامات” اذ كان لهم دور بارز في ادخال الاحتلال الانكليزي الى العراق بدافع من الحركة الصهيونية العالمية .
د. رياض أبراهيم أوضح خلال محاضرته ان يهود العراق قسموا الى ثلاثة اقسام، القسم الاول هم يهود بغداد والبصرة الذين اهتموا بتثقيف انفسهم وفتح آفاق مع دول اسيوية اخرى وتحسين احوال معيشتهم وتداخلهم مع المجتمع العراقي أما القسم الثاني هم يهود خارج اقليم كردستان الذين لم يسجل لهم نشاطا ثقافيا مقارنة بيهود بغداد والبصرة كما ان القسم الثالث وهم يهود كردستان لم يكن لهم اي تطور ثقافي بسبب تغيير اماكنهم من منطقة لأخرى لطبيعة سكنهم في المناطق الجبلية .
وبين أن اسهامات يهود العراق في نشر الحركة الفكرية والثقافية والادبية والاقتصادية التي لعبت دور بارز في نهضة العراق في تلك المرحلة اذ اسست مدارس والاكاديميات العبرية منها اكاديمية (نهر دعاء ) ومدرسة (اديناز, التضامن) وانشائهم البنوك والمصارف التجارية التي احتكرت من قبلهم اما دورهم في نشر الثقافة منها كتابة القصة والرواية مثل رواية (فكتوريا) للكاتب ميخائيل وكانت باللغة العبرية التي جسدت حياة اليهود في مفاصل الحياة في العراق اما قصصهم كانت تمثل الحنين والشوق لبغداد, ومن كتاب الادب العربي انور شاؤول الذي اعتمد اللغة العربية واعدها لغة الام واللغة العبرية هي لغة مكتسبة, هذا ماوجه الباحثون والكتاب للكتابة عنهم والاهتمام بهم, اذ مازالت المنظمات الاسرائيلية تحلم بعودتها الى العراق .