عقد قسم الدراسات الاقليمية والدولية االثلاثاء 21 / 11 / 2017  ندوته  والموسومة  ” (سباق التسلح في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الإيراني)
وقد ضمت الجلسة الاولى الاوراق البحثية التالية :             

– أ.م.د. الدكتور ستار جبار علاي  (إيران والاتفاق النووي(5+1) )
– أ.م.د.  مفيد كاصد الزيدي (الموقف السعودي من سباق التسلح في إطار المواجهة الأمريكية-الإيرانية)
– أ.م.د. نادية فاضل عباس  موقف الاتحاد الاوروبي من الاتفاق النووي الايراني

ناقش أ.م.د. ستار جبار علاي  في ورقته البحثية  الموسومة (إيران والاتفاق النووي(5+1) بنود الاتفاق الذي عقد  في 2 نيسان(ابريل)2015 عندما توصلت ايران والقوى الكبرى في لوزان الى الاتفاق على المعايير الاساسية لحل القضية النووية, وقد نص الاتفاق على تخقيض عدد اجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين خلال فترة 10 سنوات من 19 الف جهاز(منها 10200 جهاز تعمل الان) الى 6104,وسيكون لـ 5060 منها فقط حق انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة لا تتجاوز 3,67% خلال فترة 15 سنة,وسوف تكون جميع اجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها ايران خلال تلك الفترة من الجيل الاول.   وتتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملية مراقبة جميع المواقع النووية الايرانية بشكل منتظم ولمفتشي الوكالة الحق في مراقبة كل الشبكة النووية الايرانية لمدة 25 عاما. كما نص الاتفاق على رفع العقوبات الدولية المفروضة على 800 مؤسسة وشخصية ايرانية بما فيها البنك المركزي الايراني والمؤسسة الوطنية للنفط وشركة السفن والملاحة البحرية.


أما أ.م.د. مفيد كاصد الزيدي فقد طرح في ورقته البحثية الموسومة ” الموقف السعودي من سباق التسلح في إطار المواجهة الأمريكية-الإيرانية” . تأكيد الولايات المتحدة على التزامها تجاه الشراكه مع المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالتسليح أذ أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن توقيع صفقات بحوالي 400 مليار دولار بين بلاده والمملكة العربية السعودية.وتبلغ  قيمة صفقات التسليح لوحدها تبلغ 110 مليار دولار. وكان البيت الأبيض قد ذكر أن الصفقات تشمل حزمة من العتاد الدفاعي والخدمات لتعزيز أمن المملكة ومنطقة الخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية.


أما أ.م.د.  نادية فاضل عباس  فقد كتبت في موضوع ” موقف الاتحاد الاوروبي من الاتفاق النووي الايراني”  أوضحت خلالها النتائج التي ترتبت على  عقد الاتفاق أذ أوضحت أن  الاتحاد الأوروبي  وبموجب الاتفاق المبرم مع ايران في العام 2015 ، قد الغى  كافة العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة بالملف النووي، والمتعلقة بتحويلات الأموال، والنشاطات المصرفية، بما فيها تأسيس علاقات مصرفية، وافتتاح فروع جديدة وفروع تابعة للمصارف الإيرانية في أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وإتاحة خدمات التأمين وإعادة التأمين، وأيضا تقديم المنح والمساعدات والقروض الميسرة للحكومة الإيرانية والسماح باستيراد وتصدير النفط الإيراني، والمنتجات النفطية، والغاز والمنتجات البتروكيماوية.

 الجلسة الثانية للندوة ضمت الاوراق البحثية التالية : 

– م.د. رنا مولود شاكر / الموقف الأمريكي في سباق التسلح في الشرق الأوسط
– م.د.  داود هاشم داود /الدعاية الأمريكية تجاه البرنامج النووي الإيراني
-أ.م.د.  دينا هاتف مكي / مستقبل الاتفاق النووي بين إيران والغرب

أوضحت م.د.  رنا مولود شاكر في ورقتها البحثية المعنونة ” الموقف الأمريكي في سباق التسلح في الشرق الأوسط” . 
أن  الولايات المتحدة الامريكية  تعد من اكبر مصدري الاسلحة في العالم اذ بلغت نسبة صادراتها في الشرق الاوسط خلال الاعوام 2011- 2015 ما يقرب 33%، الامر الذي جعلها ليس الحليف الاول لدول منطقة الشرق الاوسط وبالاخص دول الخليج العربي، وانما المصدر الاول لها والراعي الرسمي لتزويدها بالسلاح والمعدات العسكرية المتطورة، كما نجد ان تصديرها للسلاح منتشر في اكثر من 94 دولة حول العالم بمعنى انها تسيطر تماما على السوق العالمية لصناعة وانتاج الاسلحة المتطورة، وتاتي بعدها كل من روسيا  والصين، هذا الامر دفع دول منطقة الشرق الاوسط الى الاعتماد عليها بشكل كبير في شرائها للاسلحة والمعدات العسكرية،

أما الدعاية الامريكية تجاه البرنامج النووي الايراني فقد كانت عنوناً للورقة البحثية التي القاها م.د.داود هاشم داود   أذ عملت الدعاية الامريكية على تغطيات واسعة وكبيرة في مناقشات الملف النووي في مجلس الامن الدولي، من اجل تركيز مفهوم (الخصم) للسياسة الرأسمالية في العالم.

أما مستقبل الاتفاق النووي بين أيران والغرب فقد كان عنوانا للورقة البحثية للأستاذ المساعد الدكتوره دينا هاتف مكي ، أذ أشارت ان مستقبل الاتفاق يتوقف 

 على حسابات كل طرف و رغباته و من الممكن ان يتم نقض الاتفاق من احد الاطراف و لكن البديل لن يكون سهلا اذ سنعود الى المربع الاول مع ذلك يبقى ان ايران قد حققت الكثير من هذا الاتفاق  خلال المرحلة السابقة و اذا ما ارادت الولايات المتحدة فعلا الخروج فعليها ان تجد سياسة بديلة للتعامل مع ايران و في نفس الوقت ارضاء حلفائها في الغرب. في ظل النزاع الدبلوماسي الذي يزداد بين ايران و امريكا قامت الاخيرة بضربة جديدة الى ايران ، في 13/10/2017 اعلن ترامب انه سيمتنع عن تصديق الاتفاق مع ايران و يضع جولة جديدة من العقوبات على جزء من الحكومة في طهران تحت قانون مواجهة اعداء امريكا من خلال العقوبات لسنة 2017 .

وقد قدم اللواء الركن د. عماد علو  عن المركز الاوربي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  وصفا لموضوع سباق التسلح في الشرق الاوسط وقد قدم  في مداخلته السيناريوهات المحتملة في ضوء التوتر المتصاعد الناجم عن سباق التسلح  بين المحور  السعودي والمحور الايراني   محددها بما يلي 

1. الحرب مستبعدة في المرحلة الحالية الا اذا وافقت الولايات المتحدة على الاشتراك بها وكذلك اسرائيل .
2. العمل على تسخير الجهود والقدرات لتغيير النظام الايراني من الداخل . 
3. القيام بعمل عسكري او سياسي لنزع سلاح حزب الله اللبناني أولا” والحشد الشعبي ثانيا (الفصائل الموالية لإيران ــ ذات المرجعية لولاية الفقيه ــ)
كما طرح د. عماد علو سؤالا هو  اين سيكون العراق مما يجري من توترات ؟ أكد أن العراق لا يستطيع النأي بنفسه عن ما يجري من توترات وتصعيد بحكم عامل الجغرافية وعليه لابد من التفكير بحكمة للتعاطي مع السيناريوهات المحتملة لمستقبل الاوضاع في المنطقة والعمل قدر الامكان تجنب الانخراط في أي جانب من جوانب الصراع لحماية العراق من ان يكون ساحة للصدام وتصفية الحسابات.


وقد توصلت الندوة لمجوعة توصيات تلاها أ.م.د. مفيد الزيدي / رئيس قسم الدراسات الاقليمية والدولية  وقد حددت التوصيات بما يلي : 

1-هناك توتر في منطقة الشرق الأوسط بشان التسليح لم يكن وليد اليوم بل منذ الحرب الباردة تخوض القوى الإقليمية صراعا تسليحا أثبتت التجارب انه يلحق الضرر بالدول والشعوب من خسارة مالية وإرهاق للميزانية وتوتر للأجواء السياسية بدون طائل.
2- أثبتت التجارب التاريخية إن المستفيد من سباق التسليح هي الدول الكبرى الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا ماديا وتجاريا واستثماريا تستغل ضعف الدول في العالم الثالث وحاجتها إلى الأسلحة والمعدات العسكرية. .
3-أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الغربية كان اتفاقا ايجابيا وعادلا أرضى جميع الأطراف وأوقف الصراع السياسي وشبح الصراع العسكري في المنطقة لابد من أن تتوقف إدارة الرئيس الأمريكي ترامب عن مطاليبها بإيقاف العمل بهذا الاتفاق أو إلغائه لأنه سيعيد الصراع من جديد بين إيران والغرب، الجهة المستفيدة.
4-أن التجربة اليوم تثبت أن مواقف الاتحاد الأوربي الرافضة لإيقاف الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الغربية يشير إلى أن أوربا تدرك مصالحها في المنطقة وتسعى إلى السلام والأمن لابد من أن تقف الدول العربية إلى جانب الاتحاد الأوربي وتدعم موقفها في إبقاء الاتفاق وعدم السير وراء واشنطن في دق طبول الحرب والعدوان في المنطقة، 
5-أن وزارة الخارجية العراقية وذراعها الدبلوماسي تحتاج إلى قراءة واضحة وجادة وشجاعة تقف إلى جانب أبقاء الاتفاق النووي بين إيران والغرب،والحديث مع الحليف الاستراتيجي الأمريكي بان منطقة الشرق الأوسط عانت من الحروب والصراعات ولم تعد قادرة إلى إعادة من جديد للحروب والصراعات وتوضيح ذلك الى الجانب الأمريكي لدرء خطر الحرب في منطقة الخليج العربي.
6-أن تطور العلاقات العراقية-السعودية اليوم في ظل حكومة السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي تعطي فرصة لصانع القرار العراقي للحوار بصراحة مع الجانب الإيراني بتقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي،وتغليب الحوار السياسي بدلا عن التوتر والعداء إلى تنعكس على الموقف الإقليمي وتؤثر على العراق كما بقية الدول في المنطقة.



وفي ختام الندوة تم توزيع شهادات  تقديرية للمشاركين  وزعها  كلا من أ.د. عبد السلام ابراهيم بغدادي وكذلك د. علي دريول / مدير المركز 



Comments are disabled.