عقد قسم الدراسات السياسية والاقليمية والدولية  ندوته العلمية الموسومة العراق في ظل التنافس الاقليمي والدولي وقد ضمت الندوة عدداً من الاوارق البحثية التي ناقشت ابرز قضايا التنافس  الاقليمي والدولي حول العراق ، الجلسة التي ترأسها أ.م.د. عبد الحميد الموساوي  ضمت عدد من الاوراق البحثية وهي : 

 1) أ.م.د. احمد عبد الامير ورقته البحثية (التحديات الاقليمية والدولية المهددة لاستقرار العراق) 
2) م.د.سليم كاطع علي (الدور الاقليمي لتركيا وايران بعد عام 2003 وانعكاساته على العراق) 
3) ا.م.د.سداد مولود سبع (التنافس الامريكي الروسي على العراق بعد العام 2003) 

ناقش أ.م.د. أحمد عبد الامير الانباري في ورقته الموسومة ” التحديات الإقليمية والدولية المهددة لاستقرار العراق” . الى التحديات التي يتعرض لها العراق  منذ العام 2003 وهذه التحديات  ناتجة عن سياسات إقليمية ودولية تتبنى أهدافاً تتعارض مع الأهداف العراقية, ولا تنسجم وتطلعات ومصالح الشعب العراقي.كما أنها أضرت كثيراً باستقرار العراق ومصالح الشعب العراقي. وتجد بعض هذه الدول ان ضمان مصالحها هو في بقاء العراق يعيش في دوامة العنف المسلح. إذ ان افشال العملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق يُعد هدفاً له قيمة مرغوبة في سياسات هذه الدول, ويحتل أولوية متقدمة ضمن أولويات سياساتها الخارجية. غير ان ما تحقق في العراق وما تشير اليه المعطيات الإقليمية والدولية يؤكد, بحسب رؤية الباحث, ان المستقبل القريب سيشهد تعافي العراق من خطر الارهاب, وتعاظم فرصه في أن يكون مؤثراً إقليمياً, ويستمع لوجه نظره دولياً بخصوص القضايا الإقليمية.    
                   

أما أ.م.د. سداد مولود سبع  فقد ناقشت في ورقتها الموسومة التنافس الامريكي الروسي على العراق بعد العام 2003  تاريخ العلاقات الروسية الامريكية كونها حملت  تاريخيا من الصراع والتنافس على مناطق النفوذ والمصالح والزعامة على النظام الدولي، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1990، تراجعت روسيا كثيرا بالمقابل احتلت الولايات المتحدة قمة الهرم الدولي كقطب اوحد، واستمرت الولايات المتحدة الامريكية بذات المكانة لحين حصول الازمة المالية العالمية التي بدأت من الولايات المتحدة الامريكية لتنتقل الى واربا. بالمقابل كانت روسيا منشغلة ببناء المتبقي من كيان الاتحاد السوفيتي السابق، ومحاولة العودة الى النظام الدولي وان لم تكن بذات المكانة الاولى في الوقت ذاته كانت الولايات المتحدة الامريكية تشهد تراجع في هيمنتها على قمة الهرم الدولي، لصالح بروز قوى صاعدة اخرى مثل الصين الذي لم يتضرر اقتصادها بالأزمة المالية تلك. 

  وبما ان العراق يتمتع بعلاقات متميزة مع الاتحاد السوفيتي السابق يعود تاريخها منذ العام 1958 ولغاية العام 2003، ومع احتلال الولايات المتحدة الامريكية للعراق كان بطبيعة الحال ان تنقم روسيا على امريكا لخسارتها لأقوى حليف عربي في منطقة الشرق الاوسط، وخلال المدة من العام 2003- 2014 ركزت روسيا على المحافظة على العلاقات التجارية بين البلدين والذي جاء متناغما مع رغبة العديد من القوى السياسية بتوثيق العلاقات الروسية العراقية. لكن مع احتلال مدينة الموصل في منتصف العام 2014، وتأخر الولايات المتحدة الامريكية بأمداد العراق بالسلاح في حربه على الارهاب دخل الجانب الروسي على خط الازمة باستعدادها لتقديم الاسلحة للعراق ، بالمقابل رحب العراق بذلك الطلب واعلن عن تشكيل مركز معلومات استخباراتي ضمن كلا من : العراق وروسيا وايران وسوريا، تم استضافته في بغداد في تشرين الاول/2015. الامر الذي لقي رفضا من قبل الولايات المتحدة التي ارسلت رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفور  للعراق في 20/تشرين الاول/2015، لبحث الية تسليح الجيش، العراقي . كما قدم عرضا للعراق اما ان يقبل بالتسليح الروسي الطارئ للعراق، او ان يبقي على الدعم المستمر من قبل الولايات المتحدة الامريكية له، واعلن دانفور بوقت لاحق من بغداد عن قبول العراق لاستمرار الدعم الامريكي له، وهذا السلوك ينم عن عودة التنافس الروسي الامريكي على العراق متى ما سنحت للروس فرصة بذلك .    

أما م.د. سليم كاطع علي فقد كان عنوان ورقته ” الدور الاقليمي لتركيا وأيران بعد عام 2003 وأنعكاساته على العراق ”  تناولت الورقة تحليل طبيعية وأهداف الدور الاقليمي لتركيا وايران بعد عام 2003 في المنطقة وذلك الدور الذي ينطلق من سوابق تاريخية تجاه المنطقة نظراً لطبيعة أهداف ومصالح كلا الطرفين على الرغم من اختلاف المشروع التركي عل المشروع الايراني في المنطقة .فالفراغ الاستراتيجي الذي خلفه الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 جعل العراق ساحة للتنافس التركي – الايراني ولعل أمكانية ذلك التنافس ربما ستزداد وأذا ما استمرت  حالة عد الاستقرار السياسي والامني في العراق أنطلاقا من ان ضعف العراق يشكل عامل 
قوة لكل من تركيا وأيران مما يسهل تحقيق أهدافها في المنطقة عموما وفي العراق على وجهة الخصوص . 


Comments are disabled.