وحدة اعلام مركز الدراسات الاستراتيجية

      عقد قسم الدراسات الاقليمية والدولية ورشة عمل الكترونية  تحت عنوان ” ايران ومشكلة الاستقرار في العلاقات مع دول الخليج” حاضر فيها الاستاذ الدكتور ستار جبار علاي، واشترك في النقاش العديد من اساتذة المركز وناقشت موضوع الدور الايراني المتصاعد وتاثير ذلك على العلاقات مع دول الخليج العربي. ويرى الباحث ان  إيران لعبت أدواراً كبرى في ميدان الشرق الاوسط منذ فجر التاريخ بحكم موقعها الجغرافي وما تتميز به عن الدول المجاورة لها في المنطقة من توافر موارد الثروة المختلفة, وبرزت كدولة ذات اهمية خاصة بالنسبة للصراع العالمي بين الدول الاستعمارية الكبرى التي توجهت الى الشرق لتستعمره وتقيم فيه امبراطوريات واسعة للحصول على موارده وخاماته ولتجعله ميداناً رئيسياً لاستهلاك الانتاج الغربي.

ويرى الباحث ان  السلوك التاريخي للدولة في الفضاء الحضاري الايراني- الفارسي تجاه محيطها الاقليمي يوضح سمتين رئيسيتين, اولاهما: تصور التفوق الحضاري والقومي. وثانيهما: النزوع الى التمدد الامبراطوري. وكان هذان العاملان الاكثر حضوراً في تحديد جوهر الانماط المختلفة للعلاقات التي ارستها الدولة المختلفة, التي نشأت في الفضاء الحضاري الايراني- الفارسي, بجواره الاقليمي. فالعلاقات كانت تميل في مراحل قوة الدولة الايرانية الى التوسع, سواء من خلال محاولات مد حدودها واحتلال اجزاء من ذلك المحيط الاقليمي, أو من خلال محاولة تعزيز هيمنتها ونفوذها المذهبيين. أما في مراحل الضعف والخضوع لنفوذ خارجي, فقد كان نمط السلوك الايراني- الفارسي ينزع الى تأكيد التمايز الحضاري عن القوة الغالبة والمهيمنة. وقد ألقت هاتان السمتان بآثارهما العميقة وبعيدة المدى على العلاقات الايرانية- العربية الحديثة, خاصة في مرحلة ما بعد استقلال الدول العربية وحضورها ككيانات مستقلة  في الفضاء الاقليمي الشرق اوسطي.

    ويعد الباحث صعود إيران كقوة اقليمية مع بداية القرن الواحد والعشرين, واحداً من اكثر التطورات اهمية في منطقة الشرق الاوسط. ولا يرجع ذلك الى ان نظام الحكم فيها اسلامي أو لانها تسعى بحماس متقد الى حيازة قدرات نووية فقط, وانما لعوامل اخرى تشمل ما تتمتع به من مصادر قوة جيوسياسية ولفراغ القوة الذي تشهده المنطقة. ويمثل تزايد نفوذ ايران آثار خطيرة على استقرار المنطقة ومصالح الدول الغربية مما يجعلها محور اهتمام العالم في المستقبل

Comments are disabled.